لعل من أبرز ما يميز برنامج شركة أرامكو السعودية الذي تقيمه لأول مرة في الاحساء في منتزه الملك عبدالله البيئي بالهفوف أن القائمين عليه جعلوا من الترفيه بوابة يدلفون من خلالها إلى ألباب الأطفال ليرسخوا فيها معاني وقيماً ورسائل سامية، وقد نجح القائمون بحسب الكثير ممن زار البرنامج في بلوغ تلك الأهداف بدرجة عالية، حتى صار معه الأطفال بل وحتى أولياء أمورهم يعيشون حالة من الولع والشغف في ممارسة الألعاب الموجودة ليس بهدف اللعب وإنما لما تقدمه من توعية وترفيه في آن مما زاد جاذبية تلك المواقع الترفيهية وصار التعلم باللعب هو السمة الغالبة لبرنامج أرامكو الثقافي الترفيهي. الزائر للأحساء لا يجد بدا من الوقوف امام الحديقة المروية الخاصة بالأطفال التي يضمها البرنامج،والتي تعكس جانب الجدية والانضباطية فهي تضم إحدى دوريات المرور،والملفت للنظر طوابير الأطفال الطويلة الذين يصطفون للدخول إلى هذه الحديقة الفريدة والجاذبة وسط متابعة أمهاتهم اللاتي يتابعن بإعجاب مجريات الحياة في هذه الحديقة. حمود الجابري مسئول الحديقة المرورية بين أنها عبارة عن مدينة مصغرة للأطفال، يمر فيها الطفل في كافة حالات الطرق في الواقع من دورات وتقاطعات وخطوط مشاة والإشارات واللوحات المرورية وحتى كاميرا ساهر، ويشير إلى أن الطفل الذي يدخل إلى المدرسة فعليه أولاً التسجيل،ثم الذهاب لغرفة التجهيز حيث يرتدي زياً خاصاً بمساعدة مختصة،ينتقل بعدها إلى الفصل الأول ويتعلم فيه نظرياً التوعية المرورية،ومخاطر الطريق، قبل ان يتنقل إلى الفصل الثاني ويتلقى فيه سلوك وآداب ركوب السيارة،مع زرع ثقافة عدم رمي الأوساخ وبقايا الطعام من السيارة، وتوضيح أهمية ربط حزام الأمان على سلامة الركاب،مع الشرح له على أفضل الجهات للركوب ومغادرة السيارة ،وأهمية عدم إحداث فوضى وإزعاج للسائق أثناء القيادة، يقوم بعدها الطفل بقيادة السيارة عملياً، يعيش معها الطفل الواقع كما هو حيث ان المدينة مصممة كالواقع ولكنها مصغرة لتتناسب وعمر الطفل، حيث إن كل شيء فيها ذو حجم صغير من الشوارع والإشارات والسيارات ،ويمضي الطفل في الحديقة 45 دقيقة من لحظة دخوله وحتى خروجه الذي ينتهي باستلامه رخصة السير، يكون فيها تحت أعين عدد من المدربين الذين يتابعون تصرفاتهم ويوجههم إلى الأسلوب الصحيح ويصححون لهم بعض المفاهيم الخاطئة،يتوجه بعدها إلى الحضانة يجلس فيها فترة ثم يتم الاتصال بأسرته لاستلامه، وأثنى حمود على التفاعل الكبير الذي لقيته الحديقة من أولياء الأمور. ويؤكد رائد العلوني مدير برنامج أرامكو الثقافي أن البرنامج ثقافي عائلي يهدف إلى قضاء الأسر أوقات فراغهم في أجواء ممتعة ويخرجون بفائدة ثقافية. الأطفال يتدربون على حالات الطريق المختلفة في هكذا أجواء نخلق جيلاً واعياً مرورياً