رأى مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع، ومدير جامعة نجران الدكتور محمد إبراهيم الحسن أن تواصل تنظيم المملكة العربية السعودية لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره على مدار أكثر من ثلاثين عاماً دليل على عناية ولاة أمر المملكة وقادتها بكتاب الله وحفظته من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وأكدا في تصريحين لهما بمناسبة منافسات الدورة الرابعة والثلاثين للمسابقة أنها تزداد توهجاً وتطوراً كل عام. قوة الأساس المتين فبداية، قال معالي مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي آل هيازع: منذ أن قامت دولتنا حفظها الله وهي تتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية دستوراً تستند عليه ومنهجا واضحاً يستمد منه قادتها جل أحكامهم.. وعندما نتأمل كلمة مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله حينما قال (إن كتاب الله ديننا ومرجعنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دليلنا, وفيها كل ما نحتاجه من خير ورشاد, ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته وإتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور) ندرك تماماً قوة الأساس المتين الذي قامت عليه هذه البلاد منذ التأسيس وكيف سخر جميع ملوكها أنفسهم وما يملكون لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، وبفضل من الله ظلت بلادنا على مر التاريخ تولي اهتماماً قوياً بحفظة كتاب الله وسنة نبيه، وما مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره والتي بلغت عامها الرابع والثلاثين إلا أعظم دليل على هذا الاهتمام الواسع لا سيما وأن المسابقة تزداد توهجاً وتطوراً كل عام، ولا شك أن ما تبذله وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سنوياً على هذه المسابقة هو نتاج اهتمام حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله وحرصهما الشديد على شمولية المسابقة جميع القراء من شعوب الأمة الإسلامية والعالم وهذا لا يستغرب على قيادة جعلت همها الوحيد خدمة الإسلام والمسلمين.وأكد معاليه أن هذه المسابقة المباركة تحسب لها العديد من الفضائل لعل من أهمها تجميع الناشئة من شتَّى دول العالم الإسلامي في أطهر بقعة على وجه الأرض على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأجناسهم فهو فضل عظيم نحمد الله سبحانه وتعالى عليه أولاً وآخراً، ناهيك عن تقديم نفسها أنموذجا يُحتذى به في التنظيم والأسلوب للعديد من المسابقات الدولية التي قامت بعدها في الدول الإسلامية الأخرى. ثمرات المسابقة من جانبه قال معالي مدير جامعة نجران الدكتور محمد إبراهيم الحسن: لقد أمضت هذه المسابقة ثلاثة عقود ونصف العقد في خدمة كتاب الله الكريم، وهو ما يدعو للفخر والاعتزاز الكبيرين خصوصاً وأنها تشع على العالم بأسره من مهبط الوحي مكةالمكرمة، ومن أرض الحرمين الشريفين التي سخر قادتها حفظهم الله كل الإمكانات المادية والبشرية لنشر رسالة الإسلام الخالدة في كل بقاع الأرض.. فما أجمل أن يجتمع أبناء العالم الإسلامي في رحاب بيت الله الحرام يتدارسون القرآن الكريم ويتنافسون في حفظه والعناية به، ولقد تابعت بعض الدورات السابقة لهذه المسابقة فوجدتها جمعت نوابغ صغاراً في السن كباراً جداً في حب كتاب الله، أصبح بعضهم فيما بعد أئمة في بلادهم ودعاة مشهود لهم بالخير والصلاح، وهذه إحدى ثمرات هذه المسابقة، مشدداً معاليه على أن هذه المسابقة العظيمة بعظمة كتاب الله امتداد طبيعي لاهتمام هذه الدولة المباركة التي قامت على التوحيد والعقيدة الإسلامية الصافية، بكتاب الله الكريم. فلا يختلف اثنان على أن هذا الكيان الشامخ ومنذ تأسيسه على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه قام واستمر وتطور على نهج الكتاب والسنة المطهرة، فهما المنبع والدستور لأي تشريع أو نظام، ولذلك تجلى الاهتمام بهما في أعلى صوره من حيث الرعاية والدعم المادي والمعنوي اللا محدود. وقال: إن التنافس الشريف في حفظ أقدس كتاب وأعجز بيان عرفته البشرية، من أهم أدوات التربية الروحية والسلوكية، التي يحتاجها أبناؤنا وبناتنا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الملهيات والمغريات التي قد تؤثر على السلوك والتربية، فليس الأمر مجرد حفظ دون وعي أو تدبر، بل إن مثل هذه المسابقة من معززات قيم التفكر وتوسيع مدارك الفرد، وذلك عندما يتعمق الشاب أو الشابة في فهم إعجاز وبيان كلام الله جل جلاله. إلى جانب تعزيز ربط الأجيال الشابة في العالم الإسلامي بدينهم الحنيف وتبقي القرآن الكريم المربي الأول لهم، وتساعد على تعرف بعضهم على بعض والتحاور في شؤون الدين والدنيا بما يزيد من أواصر المحبة والألفة والترابط الاجتماعي. وفي ختام تصريحه، سأل معالي مدير جامعة نجران الله أن يوفق قادة هذا البلد الكريم لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية، وأن يجزيهم خيراً الجزاء على الرعاية والدعم اللا محدود الذي تلقاه جميع المسابقات القرآنية التي تنطلق من أرض المملكة وبرعايتها. كما لا يفوتني أن أدعو المولى عز وجل أن يضاعف الأجر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته لهذه المسابقة المباركة، وأن يجعلها في ميزان حسناته. وأن يجزي جميع القائمين عليها والمشاركين والمشاركات فيها خير الجزاء.