انا اقرأ كتاب اشنتارو اشهارا «اليابان لم تقل لا» لفت نظري مدى تأثير السكك الحديدية على ازدهار ونمو الاقتصاد والصناعة في اليابان حيث يُعزى لهذه الخطوط بأنها تمثل احدى ركائز دعم عجلة عملاق الصناعة العالمية اليوم في هذا البلد الذي فرض نفسه على سكان الكرة الارضية بصناعته وابتكاراته وابداعاته وبدون مقومات اقتصادية تذكر لكنه وجه اهتمامه الى استثمار الانسان وقد قرنت ذلك بالمشروع الوطني الواعد الذي اعلنت عنه حكومتنا الرشيدة حول مد خط سكة حديد تبدأ من الجبيل الى الرياض- القصيم- حائل- الجوف- القريات- حزم الجلاميد، والخط اسس اساساً لنقل المعادن المستخرجة من حزم الجلاميد الى مدينة الجبيل الصناعية لتجهيزه وتصديره. وقد لاحت امام خاطري عدة استفهامات حول مسار هذا الخط فبما ان حزم الجلاميد هي محطة صغيرة تبعد عن مدينة عرعر مئة كيل وتابعة لها ادارياً وهذا التساؤل يشاركني فيه كل مثقفي ابناء منطقة الحدود الشمالية. لماذا تجاهل المخططون له مدينة عرعر وجميع مدن منطقة الحدود الشمالية وحرموا هذه المدن من مرور القطار بها. علماً بأن توجه حكومتنا الرشيدة في الخطط الاستراتيجية في التنمية ايلاء الاهتمام بالمدن الطرفية او التي تحتاج الى مزيد من مشاريع النماء، وكما هو معروف فإن مدينة عرعر تعد في مقدمة مدن المملكة في النمو السكاني اضافة الى حاجتها لهذا الخط للاسباب التالية: تعد مدينة عرعر من اكثر مدن المملكة لتربية الماشية وخاصة الضأن فقد يعمل الكثير من سكانها بتربية الماشية وهم بحاجة لمثل هذا الخط لتسويق ماشيتهم الى مدن المملكة والتي يمر بها خط الحديد. بما ان مدينة عرعر مدينة رعوية تفتقر للمزارع فهي تستورد جميع حاجاتها الغذائية الزراعية من مدن المملكة وقراها المنتجة مثل الجوف، حائل، القصيم وهذه المدن يمر بها خط الحديد ومن المفيد تنموياً ان تسوق هذه المنتجات للمدينة عبر هذا الخط من المدن المار بها. مرور خط الحديد يخفف من الضغط على طرق السيارات، وبالتالي يخفف من حوادث الطرق. كون الخط مؤسسا اصلاً من اجل نقل الثروة المعدنية من حزم الجلاميد فمن الانصاف مروره بمدينة عرعر فعملية مروره بسكاكا والقريات وحائل ويتحاشى المرور بمدينة عرعر امر غير طبيعي وغير عادل لان مكان الهدف من اجل المشروع واقع في نطاق مدينة عرعر. ادعو المسؤولين المشرفين على المشروع ان يعيدوا دراستهم ووضع مدينة عرعر احدى محطاته رغبة في تلبية آمال المواطنين في المنطقة والترجمة العملية لخطط التنمية الشاملة التي هي محط اهتمام ملموس من حكومتنا الرشيدة.