إن من مضاعفات المشاكل والأمراض التي تصيب الأمعاء هي العلوص والذي يُقصد به شلل الأمعاء أو فشل التمعج المعوي (فشل حركة الأمعاء) دون وجود الانسداد الميكانيكي للامعاء. وإن غياب التحرك الطبيعي للمعي يتداخل مع الحركة المفرغة لمحتويات الأمعاء. وهذه الظاهرة تحدث عند الأطفال غالباً مع الجراحة في البطن أو الالتهابات (الالتهاب الرئوي، المعدة والأمعاء، التهاب الصفاق) كما أن هناك أسباباً أخرى لشلل حركة الأمعاء وهو زيادة اليوريميا أو نقص كمية البوتاسيوم في الدم أو الحماض. أو ربما تحدث هذه الظاهرة باستخدام بعض الأدوية مثل أدوية السرطان أو الأدوية مضادة للتحرك والتي للأسف يستخدمها بعض الأطباء لتخفيف المغص لدى الأطفال وهذا اعتقاد خاطئ بل ربما تؤدي إلى مشاكل العلوص. كيف يبدأ وما هي اعراضه؟ يبدأ العلوص بتمدد متزايد في حجم البطن ومع القليل من الألم في بداية الأمر ولكنه يزداد مع زيادة التمدد، وتكون أصوات الأمعاء خافتة جداً وربما تكون غائبة. أما في حالة الانسداد الميكانيكي للامعاء فتكون أصوات الأمعاء مفرطة وفي وقت مبكر ويمكن سماع هذه الأصوات باستخدام سماعة الطبيب. هناك فحوصات يجب عملها لكشف وإيضاح نوع الانسداد ودرجته فعادة توضح الأشعة السينية للبطن عدة سويات سائلة غازية في مجمل البطن. ويمكن التفريق بينها وبين الانسداد المعوي والذي يبين علامات انسداد الأمعاء من خلال وجود سويات سائلة كبيرة. أما إذا أردنا التأكد من وجود هذه الظاهرة وكذلك الانسداد المعوي غير الواضح أحياناً فيمكن إجراء صور إشعاعية مع استخدام مادة ملونة (صبغية) معينة والتي يمكن حقنها من أعلى وأسفل حسب رأي الطبيب والأشعة، حيث تبتدي حركة بطيئة للباريوم عبر اللمعة المفتوحة. أما علاج العلوص والذي يعتبره البعض انسداد الأمعاء البسيط فيعتمد على معالجة السبب وخاصة الشذوذات الاستقلابية وتعويض الجسم عن المواد الناقصة، والتخلص من بعض المواد التي قد تكون مضرة. وعادة يوضع أنبوب أنفي معدٍ لإزالة الضغط في حالة وجود غدد وانتفاخ في البطن مترافق الألم وكذلك من فوائد هذا الأنبوب (الذي يضايق الأهل كثيراً) لإزالة حالة الإقياء المترددة ومنع دخولها الرئة كي لا تسبب التهابات قد تكون شديدة ومميتة أحياناً. ففي حالة العلوص (شلل حركة الأمعاء) الناجم عن الجراحة البطنية وخاصة في الأطفال يكون الأمر هيناً وترجع حركة الأمعاء في غضون 24 - 72 ساعة. كما يسأل الكثير عن سبب عدم إعطاء السوائل عبر الفم بعد إجراء العمليات البسيطة خارج البطن وذلك لأن الأدوية قد تشل الأمعاء.