اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الولاياتالمتحدة الأميركية بمساعدة دولة جنوب السودان في سعيها للتنصل من اتفاق أمني أبرم بين البلدين في حضور الوساطة الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، قائلاً إنه يرفض هذه المحاولات. وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب البروفيسور بدرالدين أحمد إبراهيم إن حزبه يرفض أي محاولات للتدخلات الخارجية تحاول أن تتجاوز الترتيب الذي تم التوافق عليه في أثيوبيا. ولفت إلى أن جميع الأطراف أمنت على البدء بتنفيذ الاتفاق الأمني باعتباره الأساس والضامن لنجاح إنفاذ واستمرار الاتفاقات الأخرى بما يمكن من إقامة علاقات تعاون حقيقي بين البلدين. وأضاف: "لا يمكن الحديث عن النفط أو التجارة أو حقوق مواطنين في ظل وجود أي توترات أو اضطرابات أمنية". وقال إبراهيم تعليقاً على الطلب الأميركي بالشروع في استئناف ضخ النفط أنه يأتي استمراراً للانحياز الكامل لدولة الجنوب. واتهم إبراهيم دولة الجنوب بالسعي للتنصل من إنفاذ الاتفاق الأمني القائم على فك الارتباط بقطاع الشمال وغيرهم من المتمردين على الحكومة السودانية. وشدد على أنه لا مجال لأميركا أن تقدم أي توجيه أو طلب بهذا الخصوص طالما أن الاتفاقات الثماني تم التوقيع عليها برعاية وإشراف الوساطة الأفريقية وبحضور دولي وإقليمي.ومن جانبه اعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ان استئناف انتاج النفط في بلاده الذي يعتبر حيويا في اقتصاد الدولة الفتية، معطل اثر مطالب جديدة من السودان الذي يعبر النفط اراضيه. وقال كير خلال تدشين مصفاة في ولاية النيل العالي (شمال شرق) ان الخرطوم طلبت من جوبا ادانة حركة تمرد تنشط في جنوب السودان وكانت تقاتل الى جانب قادة جنوب السودان الحاليين ابان الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.وصرح كير امام حشد تجمع بالمناسبة "كان يفترض ان نستأنف انتاج النفط في 15 نوفمبر" مؤكدا ان "الخرطوم تبحث عن ذرائع لعدم الاستئناف".وعلى صعيد المواجهات، اعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير أمس مقتل 19 متمردا جنوبيا على الاقل في هجوم شنه جيش جنوب السودان على قاعدة متمردين في ولاية جونقلي (جنوب شرق السودان). وشنت قوات جنوب السودان الاثنين الماضي هجوما على قاعدة المتمردين بقيادة ديفيد ياو ياو الذي يقاتل سلطات جوبا بجونقلي، اكبر ولاية في البلاد.ويقدر مركز الابحاث المستقل سمول ارمز سورفي عديد رجاله بما بين خمسين الى 300 لكنه يعتبره قادرا على تجنيد ثلاثة الاف رجل بين شبان اتنية المورلي في منطقة بيبور التي تعتبر معقله.وقال اغوير انه "عثر على 15 جثة في ساحة المعركة، وعلى اربع جثث لاحقا" مؤكدا "فقدنا رجلا في المعركة وجُرح اربعة اخرون".وقد اشهر ديفيد ياو ياو الذي كان استاذا في اللاهوت وموظفا، السلاح في وجه جوبا بعد ان خسر انتخابات محلية في جونقلي في ابريل 2010 امام مرشح حركة تحرير شعوب جنوب السودان، حركة التمرد في جنوب السودان سابقا التي قاتلت الخرطوم خلال الحرب الاهلية واصبحت تحكم البلاد في جوبا. ووافق ياو ياو الذي ينتمي الى اتنية المورلي، على عفو في يونيو 2011 قبل شهر من اعلان جنوب السودان استقلاله رسميا لكنه عاد الى التمرد في ابريل الماضي.