كانت الساعة تشير إلى الساعة الثانية والنصف صباحاً من فجر يوم السبت بدأ جهاز التكييف بالوميض والتقطع فخرجت مسرعاً لإغلاق عداد الكهرباء الموجود على سور المنزل من الخارج ولحظة خروجي من الباب وإذا بانفجار هائل ونار مشتعلة تصدر من عداد الكهرباء وفوراً قمت بجذب ابنتي إلى الشارع وكذلك قمت بإخراج بقية أسرتي وأدخلتهم لمنزل جاري الشيخ سليمان الحديثي واتصلت بالدفاع المدني والذي لم يصل للموقع إلى بعد نصف ساعة علماً بأن في كل حي قريب مني مركز دفاع مدني وكان الوقت متأخرا فلا يوجد كثافة مرورية وخلال انتظارنا للدفاع المدني قام شباب الحي ورجاله بإخراج طفايات الحريق من سياراتهم ومحاولة إطفاء اللهب في بادرة جميلة توحي بوحدة هذا الشعب المسلم وتكاتفه وتسابقه لمد يد العون. ومادفعني لكتابة هذا المقال هو حالة الفوضى التي شاهدتها سواء من قبل الدفاع المدني أو من شركة الكهرباء على حد سواء متمثلة بالنقاط التالية: 1 الدفاع المدني لم يحضر سوى بعد نصف ساعة من البلاغ علماً بأن ابن خالتي د. إبراهيم القناص حضر من الملز بعد اتصالي به خلال عشر دقائق وهناك فرق كبير بين بعد منزله وأقرب نقطة للدفاع المدني تبعد عن منزلي. 2 حضر الدفاع المدني بأجهزة بدائية غير مؤهلة بأطفاء حرائق الكهرباء (وايت ماء). 3 وقف رجال الدفاع المدني متفرجين وجالسين في سياراتهم يشاهدون الحريق في انتظار طوارىء شركة الكهرباء. 4 شركة الكهرباء لم تباشر الحادث ساعة قيامي بإبلاغها بل طلبت مني أن أنتظر حضور الدفاع المدني وبعد أن يشاهد الدفاع المدني الحريق ويتأكد من صحة البلاغ يقوم الدفاع المدني بإبلاغ شركة الكهرباء لمباشرة الحريق، لذلك تأخر حضورهم لما يقارب الساعة والنار مشتعلة وأصوات انفجارات الكهرباء مستمرة، وأعتقد بأن هذا الروتين الغريب من أهم أسباب تفاقم وتعاظم مستويات الحرائق والتي لايمكن السيطرة عليها بعد ذلك. 5 طوارىء الكهرباء عندما حضرت للموقع كانت ممثلة بسائق شاب فقط يقود سيارة جيب ولصغر سنه فلم يكن مهيأ لمثل هذه الحوادث فقد طلب مني صورة من الفاتورة أو رقم الاشتراك فشر البلية مايضحك فمن أين لي بذلك وأنا خارج المنزل الذي يحترق، والشيء العجيب الآخر أن هذا الشاب قليل الخبرة تجول بعد ذلك في الحي لمدة نصف ساعة وهو يبحث عن القاطع الرئيسي لفصل التيار عن عداد المنزل الذي مازال يشتعل لذلك استمر اشتعال عداد الكهرباء لمايقارب الساعة والنصف مع العلم أنه كان يمكن أخماده خلال خمس دقائق. لذلك وأمام الحدث الذي مر بي فأنني اسأل الله عزوجل أن لا يمر على أحد من المسلمين ولشدة استغرابي لضعف مستوى وكفاءة جهاز الدفاع المدني وطوارىء شركة الكهرباء في مدينة الرياض التي تعتبر العاصمة فما بالك بقرى وهجر المملكة النائية مع ماترصده وتقدمه لها حكومتنا الرشيدة من مبالغ ضخمة وامتيازات كبيرة لذلك رغبت أن أقدم بعض الاقتراحات لعلها تحسن من ذلك الوضع وتساعد في عدم تعرض شخص آخر لما تعرضت له ومن تلك الاقتراحات: فحص جميع عدادات المنازل داخل مدينة الرياض والتأكد من سلامة التوصيلات الخارجية الخاصة بشركة الكهرباء حيث تكررت هذه الحادثة بشكل كبير جداً وذلك في جميع الأحياء وبنفس الطريقة كما أخبرني أحد مسؤولي الدفاع المدني. تكليف مندوب من شركة الكهرباء للعمل ضمن طاقم الدفاع المدني بشكل ثابت ليتمكن من فصل التيار بشكل سريع. تقديم دورات علمية وفنية لأفراد الدفاع المدني للتعامل مع الحريق الذي هو صميم عملهم. تزويد سيارات الدفاع المدني بمعدات متطورة وحديثة ذات تقنية عالية تمكن فريق الدفاع المدني من التعامل مع الحرائق بمهنية عالية. تزويد سيارات الدفاع المدني وسيارات الكهرباء بتقنية حديثة لمعرفة رقم العداد وتحديد موقعه عن طريق جهاز تحديد المواقع المثبت داخل السيارة. الاستفادة من تسمية الشوارع وترقيم المنازل للاستدلال على مكان الحريق بشكل آلي بدلاً من الطريقة البدائية الحالية المتمثلة بانتظار الشخص المبلغ لسيارات الدفاع المدني في مكان بارز للاستدلال على المكان. القيادة الميدانية المركزية يجب توحيدها تحت قيادة مسؤول واحد حيث يجب على الجهات المختصة بمباشرة الحرائق والحوادث مثل الدفاع المدني وشركة الكهرباء والمرور والجهات الأمنية الأخرى العمل تحت إشراف مسؤول واحد فقط ويكونون جميعاً تحت إمرته وينفذون خطته وتوجيهاته. تكليف لجنة من الدفاع المدني وشركة الكهرباء بتقديم تقرير لصاحب المقر الذي أصابه الحريق يبين له سبب الحريق والنصيحة والمشورة لتجنب تكراره مستقبلاً. تفعيل دور العلاقات العامة في الجهات المنوطة بالحرائق بزيارة المتضررين وتقديم المساعدة النفسية والمعنوية لهم من خلال الإطمئنان على سلامتهم وإشعارهم بأن تلك الأجهزة والقطاعات وضعتها الدولة في خدمة الوطن والسهر على سلامته. والله اسأل أن يحفظ الجميع من كل مكروه وأن يديم علينا وعلى وطننا الأمن والرخاء في ظل حكومتنا الرشيدة.