قد لايدرك الناس أن الإنكار على الإرهاب الإسلامي "قاعدة أو طالبنا" لم يكن موجودا في أي من المواقع الإلكترونية الإسلامية الاعتبارية، أو الفردية قبل أن تصل التفجيرات إلى الوطن في بداية العقد الفائت. فقد تصفحت مواقعهم موقعا موقعا. أبحث عن منكر واحد ولم أجد حتى بعد التفجير الأول. كانوا يسمونهم شباب الجهاد، وإذا وجدت من ينتقدهم من أهل التخصص فإنهم يقولون على استحياء: إن مايقومون به قد يكون له ضرر على الدعوة والجهاد. هذه المقدمة مهمة لأنها تبين لنا كيف أن القاعدة لاتزال قادرة على تجنيد المزيد من الإرهابيين الإسلاميين. فإذا كان الأمر اختلط على الخاصة بين الإرهاب الإسلامي "الباطل" والجهاد الإسلامي "الحق" لسنوات، فكيف بالعامة. أما بعد أن وقع الفأس بالرأس "تفجير مبنى قوى الأمن بالمربع" فقد تدافعوا ينكرون ويكفرون ويفتون بحرمة ماتفعله القاعدة، ثم انقلب "شباب الجهاد" إلى "فئة ضالة" توضع لها برامج المناصحة، وللأسف وللأسف أن بعضهم عاد لخط القاعدة من جديد. نحمد الله الذي يسر القرآن للذكر فلم نحتج إلى قساوسة مسلمين "بأسماء سمّوها هم وآباؤهم" يعلموننا كتاب الله الكريم، ولا يقبلون إلا من ينطوي تحت عباءاتهم. كنت كتبت منذ فترة أن أقرب السور إلى قلبي هي آل عمران والقرآن كله قريب إلى قلبي. ولكن وفي كل مرة أقرأ القرآن، أجد الآيات والسور تتزاحم على لبّي، ولكن المائدة تملأ عقلي وقلبي وكأني أقرؤها للمرة الأولى، وأتمنى لو أجد الوقت الكافي للنهل من عذب هديها. سورة المائدة كانت من آواخر مانزل على رسول الله بل إن آيتها الثالثة هي آخر مانزل من القرآن على المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا". هذه السورة بدأها الله بالأمر بالوفاء بالعقود الشعائرية وغير الشعائرية، بتفصيل غير قابل للتأويل ومحرز من القول بالنسخ. ولأن المسلمين منعوا من دخول المسجد في العام السابق عام الحديبية فإن من المتوقع أن يندفع البعض لقتل المشركين الذين صدوهم عن المسجد الحرام تقربا إلى الله. لمَ لا وقد اجتمع في أهل مكة وقتها كل مبررات القتل التي يستخدمها "أصحابنا": الشرك والكفر وعداوة المسلمين وإخراجهم من مكة ومنعهم من المسجد الحرام وقتلهم المسلمين ونهب أموالهم وقتل ضعفائهم والتحالف عليهم مع القبائل. ولكن الله جعل من العقود على المسلمين عدم الاعتداء عليهم بحجة أنهم يصدون على المسجد الحرام، وسمى الله الإعتداء عليهم تعاونا على الإثم، وتهدد من يفعل ذلك. ""وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"المائدة2. أتوقف عند هذه الأيات وأقول سمعنا وأطعنا. في المقابل تنطلق تبريرات للإرهاب الإسلامي تكتسي بالدين وتدعي الدفاع عن دين الله أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن القرآن، ثم نرى الأبرياء يقتلون "في سبيل الله" والمساجد تُفجر "في سبيل الله" والطائرات تُسقط "في سبيل الله. وللأسف يُغرر بشبابنا المتحمس وبالمسلمين الجدد من أفريقيين وأوروبيين فيدفعون إلى ممارسة الإرهاب "الإسلامي" معتقدين في ذلك أنهم يجاهدون في سبيل الله. بينما هم في الحقيقة من ينكثون العقود مع الله. هم في الحقيقة يتعاون على الإثم والعدوان. هم في الحقيقة يتحدون الله في صريح نهيه. "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"محمد24.