أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بقاءه في منصبه أو رحيله لا يتم إلا من خلال صناديق الاقتراع، زاعما أن النزاع في بلاده ليس حربا أهلية بل صراعٌ مع "إرهاب" مدعوم خارجيا، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية بثت الجمعة. وقال الأسد في حديث إلى قناة "روسيا اليوم" أجري بالإنكليزية "أعتقد أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع"، وذلك ردا على سؤال عن اعتبار بعض السوريين أن بقاء الأسد أو عدمه "في هذه اللحظة لم يعد مهما". وأضاف "المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل ما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل ببساطة". وأكد الأسد الذي يواجه منذ منتصف آذار/مارس 2011 حركة احتجاجات مطالبة باسقاطه أنه ما زال يتمتع بسلطاته "بموجب الدستور". وشدد على أن "أي سوري يمكن أن يكون رئيسا. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط وبشكل دائم". وتولى الأسد سدة الرئاسة في تموز/يوليو 2000 خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد، وأعيد التجديد له في استفتاء نهاية مايو 2007، نال بموجبه 97,62 بالمئة من الأصوات. وتنتهي الولاية الحالية للرئيس السوري سنة 2014. واتهم الأسد الدول الغربية باستهداف سوريا، معتبرا أنه لم يكن "المستهدف من البداية، ولم أكن أنا المشكلة"، لكن "الغرب يخلق الأعداء دائما. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، من ثم أصبح الإسلام، ثم صدام حسين، ولأسباب مختلفة، والآن يريدون أن يخلقوا عدوا جديدا يتمثل في بشار". وردا على سؤال عن المصالحة مع الشعب وإذا ما كان الصراع على "أساس طائفي"، قال الأسد "نحن لسنا في حرب أهلية. الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا". وأضاف "قد يكون هناك في بعض الأحيان توترات عرقية أو طائفية لكن هذا لا يجعل منها مشكلة (...) ما يحدث أمر مختلف تماما. وهذا طبيعي، وعلينا أن نتوقع ذلك". وأكد ألا مشكلة بينه وبين الشعب السوري موضحا "الولاياتالمتحدة ضدي، والغرب ضدي، والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا ضدي. فإذا كان الشعب السوري ضدي أيضا، كيف يمكن أن أبقى هنا؟". وأضاف "المعركة هنا ليست معركة الرئيس. إنها معركة السوريين. كل سوري يشارك حاليا في الدفاع عن بلده". وأضاف "لذلك علينا أن نتوقع أن تكون حربا قاسية وصعبة (...) إذا توقفوا (عن الدعم) نستطيع أن ننهي كل شيء خلال أسابيع. ليس في الأمر مشكلة كبيرة. لكن طالما استمرت عمليات التزويد بالإرهابيين والسلاح والمساعدات اللوجستية، فإنها ستكون حرباً طويلة".