أكد باحث في السياسات والنظم الصحية أن خصخصة الخدمات الصحية لا تحقق تطويرا في مخرجات الخدمات الصحية كما لا تساعد على تقليل التكلفة العلاجية. وقال الباحث المهندس عبد الوهاب الخميس في تصريحات ل "الرياض" ان هناك انعكاسا سلبيا لخصخصة الخدمات الصحية على كل من المخرجات الصحية والتكلفة الصحية للدول المتقدمة أو لدول العالم الثالث. وكشفت وجهة نظر علمية نشرها الباحث الخميس أن الهند صرفت ما لا يقل عن 4.8% من دخلها القومي على الخدمات الصحية بينما صرفت سيرلنكا أقل من الهند ( فقط 3.5%) لكن سيرلنكا تعتمد على الخدمات الحكومية في تقديم الرعاية الصحية. وأضاف: "الواقع الصحي لكلا البلدين يقول ان معدل وفيات الرضع في سيرلنكا أقل من معدل وفيات الرضع لدى الهند ب 5 اضعاف، كما أن متوسط العمر في سيرلنكا أعلى من متوسط العمر لدى الهنود ب 9 سنوات. ولفت الباحث الخميس الى أن القطاع الخاص هو المسيطر على تقديم الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة الاميركية لكنها الولاياتالمتحدة الاميركية أعلى دول العالم صرفا على الخدمات الصحية حيث تصرف أكثر من 6500 دولار على الفرد أي ما يعادل 16% من دخلها القومي ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدةالامريكية من أقل دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي (OECD) في حصول مواطنها على الرعاية الصحية (أكثر من 47 مليون امريكي ليس لديهم مصدر لتلقي الرعاية الصحية) كما أن لدى الولاياتالمتحدة الاميركية أعلى دول المنظمة لنسبة لوفيات الرضع وأقل دول المنظمة عمرا. ويرى الباحث أن إيجاد علاقة واضحة بين متلقي ومقدم الرعاية الصحية مهم جدا لقياس المخرجات الصحية وتحديد مكامن الخلل لكن هذا الفصل بين مقدم ومتلقي الرعاية الصحية لا يعني بالضرورة خصخصة الخدمات الصحية. وذكر الباحث الخميس أن تصنيف منظمة الصحة العالمية الذي صدر خلال العقد الماضي كان عليه الكثير من التحفظات لدى المختصين في اقتصاديات الصحة ولعل هذا التحفظ أن يشرح جزئيا عدم نشر منظمة الصحة العالمية لتصنيف جديد منذ أكثر من عقد من الزمان. الجدير ذكره أن التقرير وضع الممكلة العربية السعودية في الترتيب رقم 26 وهو ترتيب لا يعني بالضرورة تقدمها في تقديم الرعاية الصحية في ذلك الوقت.