استأنف المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات الفضاء والطيران 2012 الذي تستضيفه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مقرها بالرياض، أمس الأول الجلسة الثانية التي أدارها رئيس المركز الدولي للعلوم النسبية للفيزياء الفضائية الدكتور ريمو روفيني بعنوان "علوم الفضاء"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار العضو المؤسس رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدولي الخامس والعشرين لجمعية مستكشفي الفضاء، ومعالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، وعدد من المختصين في مجال الفضاء وعلوم الطيران من مختلف دول العالم. وأكد مدير البرنامج الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد الماجد في ورقة العمل التي قدمها بعنوان "القمر الصناعي السعودي عالي الوضوح 5 سنوات من جمع الصور" أن الغرض من إطلاق القمر (سعودي سات-3) هو تمكين المملكة من تصميم وتطوير وإنتاج أقمار اصطناعية للاستشعار عن بعد محلياً وبكوادر وطنية من الجنسين، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتعاون مع جهات دولية متقدمة في هذا المجال، وتوثيق علاقات التعاون بين المدينة ومراكز البحوث بالجامعات ومعاهد وكليات التقنية في المملكة، وفتح المجال أمام طلاب الدراسات العليا ومشرفيهم للعمل في هذا المجال المتقدم، بالإضافة إلى دعم الصناعة المتقدمة المحلية وتوجيهها، وخدمة الجهود المبذولة لحماية حقوق المملكة في مجالها الفضائي. وأبان أن القمر يتميز بالقدرة على التصوير الملون والبانكروماتك لأي بقعة على سطح الأرض بدقة 5 ميجا بكسل و 2.7 ميجا بكسل على التوالي وتخزينها حتى يتم استقبالها من المحطة الأرضية بالرياض، إضافة إلى قدرته على التحكم الكامل باتجاه الكاميرا الرئيسة في جميع الاتجاهات، وقدرته على التصوير التلفزيوني لمساحات على سطح الأرض وبثها مباشرة للمحطة، مع إمكانية توجيه الكاميرا التلفزيونية للجهة المطلوب تصويرها بشكل مباشر، إلى جانب أنه يحمل عدة تجارب تقنية مثل نظام تحديد الموقع العالمي ووحدة بث فيديو، وتناول الدكتور الماجد مراحل عمليات التصميم والتصنيع والتجميع في القمر سعودي سات 3، ونظام اختبار المحاكاة فيه، الذي تم إطلاقه في 17أبريل 2007م من قاعدة بيكانور الروسية داخل الأراضي الكازاخستانية على متن صاروخ دينبر الأوكراني. واستعرض رئيس المركز الدولي للعلوم النسبية للفيزياء الدكتور ريمو روفيني من خلال ورقة العمل التي قدمها بعنوان "ولادة الثقب الأسود الناجم عن تفجر النجوم" تاريخ علوم الفضاء بدء من العلماء المسلمين مروراً بجاليليو، متناولاً الثقب الأسود وتكوينه وعدد من التفسيرات التي تمت حياله، وتطرق للقمر الصناعي الإيطالي الذي أعاد ميلاد أشعة "جاما" وما تلاه من أقمار أخرى واصلت التحقيق في هذه الأشعة والمحاولات الدائمة لتفسيرها، مبيناَ أن النظام المستخدم في كشف انفجار أشعة "جاما" يحمل عدة معادلات فيزيائية صعبة، إلى جانب ستة أنظمة أخرى، لافتاَ الانتباه إلى أن أشعة جاما تولد طاقة هائلة عند انفجارها من خلال اتحاد عدد من النجوم، وبين رئيس معهد هانسن للمختبرات الفيزيائية بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدةالأمريكية البروفيسور شارلز إيفريت في ورقة عمل طرحها بعنوان "نتيجة الاختبار النهائي للجاذبية" أن التلسكوب المستخدم في التجارب الفيزيائية أحد منجزات علوم الفضاء. واستطرد في شرح حيثيات لها علاقة مباشرة بفيزياء الجاذبية وكيفية قياسها والاختبارات الممكنة عليها، مؤكداً أن فيزياء الفضاء لها قدرة هائلة على تفسير خبايا الجاذبية. وتناول بروفيسور علوم المواد والهندسة بجامعة فانردبيلت بالولايات المتحدةالأمريكية الدكتور تيلور وانغ في ورقة عمل قدمها بعنوان "الاكتشافات العلمية عن طريق الصدفة: الطب والفضاء" العديد من الجوانب التي استفادها الطب وعلومه وأقسامه المختلفة من الرحلات الفضائية، والدراسات والأبحاث المتقدمة فيه. وأكد أن غزارة المعلومات الورادة في البحوث الفضائية كانت تخدم المجال الطبي بشكل كبير سواء على مستوى العقاقير أو تقنيات تساعد في الكشف عن الأمراض.