سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عروبة العراق مستهدفة.. ودوائر متطرفة داخل إيران تسعى لإيقاظ الفتنة رئيس وزراء الأردن يؤكد ل«الرياض» وعشية زيارته.. تضامن بلاده مع المملكة في حربها ضد الإرهاب:
أعرب رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز عن مخاوفه من حدوث فتنة قد تقحم العراق في دوامة اللا أمن وتطيح بكافة الآمال المعقودة لتحقيق الاستقرار والوحدة فيه من خلال تدخل بعض دول الجوار. وقال في حديث ل«الرياض»: «إن الهدف من زيارته إلى المملكة هو وضع القيادة السعودية في الصورة غير المستقرة التي يشهدها الوضع العراقي». وعن دوافع التحذيرات الأردنية من قيام هلال شيعي بالمنطقة بعد إجراء الانتخابات في العراق أكد أن الملك عبدالله وضع في ذلك الطرح النقاط على الحروف وكان يتحدث جلالته برؤية ملكية واعية لمثل هذه المخاطر. ولفت إلى أن هناك تيارات متطرفة داخل الحكومة الإيرانية تسعى لإيقاظ الفتنة. وجدد دعوة الأردن إلى عدم المساس بعروبة العراق من خلال التدخل في شؤونه الداخلية. وعن عدم قبول أطراف عراقية سنية الدخول في المعترك الانتخابي أعرب رئيس الحكومة الأردنية عن خشيته ألاّ تكون النتائج حقيقية ومعبِّرة لكافة الأطياف العراقية بسبب ذلك داعياً في الوقت نفسه الشعب العراقي للمساهمة في نجاح الانتخابات الدستورية. وحول المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المزمع عقده بداية شهر فبراير بالرياض بيَّن الفيصل أهمية انعقاده كي تتضافر الجهود الأمنية والسياسية لوضع حد لهذه العمليات الإرهابية مطالباً زيادة التعاون والتنسيق بين دول المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار. كما أعرب عن تضامنه مع المملكة في وقوفها أمام المصطلحات الإجرامية التخريبية التي يقوم بها الإرهابيون قائلاً إن الإخلال بأمن السعودية سوف يؤثر سلباً بالاستقرار على كامل المنطقة باعتبار المملكة «عامود البيت الخليجي». وفي الشأن الفلسطيني رفض تصريحات شارون بإسقاطه حق العودة مؤكداً أن الأردن مع تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. ورأى الانسحاب الأحادي من قطاع غزة يجب أن يكون ضمن تطبيق كامل لخارطة الطريق. وفيما يلي نص الحوار: ٭ ما هي أهداف زيارتكم إلى المملكة وما طبيعة المواضيع التي ستطرحونها مع القادة؟ - زيارتي إلى المملكة تهدف إلى وضع القيادة السعودية في صورة الأوضاع غير المستقرة من حولنا وخشينا من وجود فتنة تطيح بكل الآمال المعقودة لإخراج العراق من وضعه الحالي الصعب. ٭ هل تقصدون المخاوف من (هلال شيعي) كما حذر منه جلالة الملك عبدالله بعد إجراء الانتخابات؟ وما هي دوافع هذا التحذير وانعكاساته المقبلة على الوضع الداخلي في العراق؟ - بداية أحب أن أؤكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك هاشمي ينتسب إلى آل البيت، وهو يتكلم باسم السُّنَّة والشيعة، وعندما يتحدث فإنه يضع رؤيته لما يجري، ويضع النقاط على الحروف، وفي طرح جلالته لمخاطر «الهلال الشيعي» لم يكن يقصد الشيعة أنفسهم إنما حذر من فتنة طائفية. ونحن جميعاً، سُنَّة وشيعة، نعيش تحت راية الإسلام العظيم، الإسلام المتسامح الوسطي وموقفنا هو ضد أي تطرف سواء جاء من تيارات سنية أو شيعية. ولكن هناك تيارات متطرفة في عدة دول تسعى لأن يكون الصراع دينياً ولذا يجب عدم السماح باتخاذ الدين كغطاء وذريعة لبث الفرقة وعلينا نبذ هؤلاء المتطرفين. وعندما تحدث جلالته عن مخاطر الفتنة فإنه يعي أهمية أن نكون جميعاً سداً منيعاً ضد الفتنة والطائفية، ولكن للأسف هناك بعض التيارات والأطراف في دول مجاورة للعراق لديها مساع خلاف ذلك، وهي تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق. ونحن نؤكد أننا نرفض أي تدخل في شؤون العراق من أي دولة كانت، ونريد العراق عروبياً إسلامياً يعود إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي والإسلامي. وقد سبق أن أكد جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أشهر على أهمية عدم مساهمة دول الجوار بقوات لحفظ الأمن في العراق، لأن لهذه الدول مصالح ولهذا يجب أن تكون القوات من خارج هذه الدول. ونحن نحترم حقوق جميع القوميات في العراق وهم أيضاً يؤكدون دائماً على استقلال العراق ووحدة أراضيه.. أما إخواننا في القيادة الإيرانية فهم على وعي كامل بأخطار مثل هذا التدخل، وخطورة ذلك حتى على أوضاعهم الداخلية. جلالة الملك عندما حذر من الهلال الشيعي كان يتحدث برؤية ملكية ليعي الناس مخاطر الفتنة التي يسعى البعض لإيقاظها. فهناك أحد البرلمانيين من دولة إسلامية دعا إلى السيطرة على مملكة البحرين وبعض أجزاء من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، ونحن نؤكد وقوفنا إلى جانب مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة أي خطر. ٭ ما هي رؤيتكم للانتخابات العراقية؟ وهل ستقدمون مساعدة في إجرائها بموعدها؟ - نحن مع حق أشقائنا العراقيين في انتخاب من يمثلهم تمهيداً لتشكيل حكومة عراقية تمثل جميع الأطياف العرقية والسياسية العراقية. نأمل أن تتم الانتخابات بمشاركة جميع فئات الشعب العراقي... ولكن هناك فئات عراقية مهمة لا تريد المشاركة في الانتخابات، لذلك فالخشية ألاّ تكون النتائج معبِّرة تعبيراً حقيقياً عن جميع العراقيين. ثم إن هناك مسألة وضع الدستور العراقي الدائم الذي سيتم إقراره بالاستفتاء وهي خطوة هامة يجب على الجميع المشاركة فيها. ونأمل أن يتجاوز العراقيون المحنة الحالية، ونتطلع إلى عراق آمن ومستقر وموحد يستطيع بناء مؤسساته الأمنية والعسكرية والسياسية القادرة على المضي بالعراق نحو الاستقرار. ٭ كيف تنظرون لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون الأخيرة بشأن رفض حق العودة وحدود 1967 وما ينطوي عليه ذلك من إمكانية إحياء ما يسمى بالخيار الأردني؟ - موقفنا في هذا الموضوع ثابت، نحن مع حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس، وحق العودة والتعويض للاجئين. ونعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة مصلحة أردنية عليا ومهمة للأمن الوطني الأردني. أما بالنسبة لتصريحات شارون فهي مخيبة للآمال، ولكن الأمر في النهاية يتحدد بالمفاوضات التي نتمنى استئنافها بين الإسرائيليين والفلسطينيين. الخيار في النهاية، خيار فلسطيني ونحن ندعم أشقاءنا الفلسطينيين في سعيهم لإحقاق حقوقهم الوطنية الفلسطينية، لكن لنا مصالح في قضايا الوضع النهائي سندافع عنها. ٭ ماذا يستطيع الأردن تقديمه للانتخابات الفلسطينية؟ وكيف ترون خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة؟ - كل الدعم للأشقاء الفلسطينيين، والانتخابات الفلسطينية شأن فلسطيني داخلي محض، ونحن في النهاية سنتعامل مع الرئيس الذي تفرزه هذه الانتخابات. أما في موضوع الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة فنرى أنه يجب أن يكون ضمن خطة خارطة الطريق التي اتفق عليها الطرفان وتحظى بقبول وموافقة عالمية. ولكن أي انسحاب مهما كان حجمه هو بالمحصلة لصالح الأشقاء الفلسطينيين، وهنا يأتي دورهم في ترتيب بيتهم الداخلي حتى لا يؤدي ذلك إلى فوضى، وفي النهاية فإن الأشقاء الفلسطينيين حريصون كل الحرص على وحدتهم الداخلية لأنها صمام أمان في مواجهة كل المخاطر. ٭ داخلياً بعد تعديل الحكومة الأردنية الجديدة مازالت ملفات ساخنة لم تفتح منها علاقة الإسلاميين مع الحكومة؟ هل هناك حوار معهم؟ - الحركة الإسلامية جزء من الحركة السياسية الأردنية ولديهم ممثلون في البرلمان والنقابات المهنية ومجالس الطلبة. وننظر إليهم باعتبارهم جزءاً من الحركة الطبيعية للمجتمع الأردني والحراك الاجتماعي - السياسي الداخلي. الخطوط مع الحركة الإسلامية - وأقصد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل الإسلامي - مفتوحة على الدوام. لكن هناك جماعات إسلامية صغيرة تظهر من فترة لأخرى وتتخذ من العنف والإرهاب منهجاً، وهذه الحركات لا حوار معها، بل نحن نتصدى لها دوماً ونفكك خلاياها حيث استطاعت الأجهزة الأمنية في السنوات الأخيرة إحباط الكثير من مخططاتها الإرهابية وتفكيك تنظيماتها. من يسعى للعنف يجد بالمرصاد رجالاً آمنوا بربهم ووطنهم قادرون على التعامل معهم بالمنهجية والطريقة التي تتناسب مع ما يقومون به من أفعال مشينة. وجلالة الملك يتحدث دوماً في حواراته، خاصة، مع الغرب عن الإسلام الحقيقي وليس الإسلام الذي تتحدث باسمه بعض الفئات الإرهابية التي تسيء إلى الإسلام بأفعالها وخاصة قتل المدنيين، والإرهاب ضد دول إسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تتعرض لهجمة إرهابية من قبل بعض الأدعياء الذين يتخذون من الإسلام قناعاً يغطي على أهدافهم الحقيقية. ٭ أخيراً .. تعتزم المملكة العربية السعودية عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، كيف ترون هذه الخطوة، وما هو تصوركم للسبل الناجعة لاحتواء الإرهاب؟ - أولاً أود أن أؤكد أننا في الأردن نقف بقوة إلى جانب أشقائنا في المملكة العربية السعودية في جهودهم لإحباط المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن السعودية التي ننظر إليه باعتبارها «عامود البيت» الخليجي. وأن أي إخلال بأمن السعودية واستقرارها سيؤدي إلى الإخلال بالاستقرار في كامل المنطقة، ونحن نعتبر أن الأمن القومي الأردني هو من الأمن القومي السعودي. وفي مسألة عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب فنحن ندعم ذلك بقوة ونؤمن بأهمية تكاتف جميع دول المنطقة أمنياً وسياسياً في مواجهة الإرهاب وضرورة التعاون بالمعلومات والتنسيق لوضع حد لهذه العمليات. ونحن في الأردن نضع كل إمكانياتنا في تصرف قيادة المملكة، ولن نألو جهداً في العمل مع المملكة لمكافحة الإرهاب.