الغرسات الجلدية الهرمونية المانعة للحمل (النوربلانت) هي ستة نبيبات صغيرة تزرع تحت الجلد في القسم الأنسي للعضد بعد إجراء شق بسيط خلال الدورة الشهرية تحت التخدير الموضعي ويمكن إزالة الغرسات بعد خمس سنوات من الاستعمال أو قبل ذلك حسب رغبة المرأة أو لأسباب طبية ولا تعد هذه الطريقة مقبولة من قبل النساء ونادرا ما تستعملها النساء في الغرب لكثرة المشاكل والتأثيرات الجانبية الناجمة عنها. تحتوي الغرسات الجلدية البروجستين وتقيس كل منها 34 ميلي متراً طولاً و2,4 مم قطراً وتحتوي 36 ملغ من مادة نورجستريل التي تشبه البروجستين تحرر بعد الغرس حوالي 80 ميكروغرام كل 24 ساعة خلال السنة التالية للغرس أو نصف سنة ثم تهبط لتصبح 30-35 غراما يومياً وهي الجرعة الدائمة بعد 5 سنوات وعندما تهبط إلى 25 ميكروغرام كل 24 ساعة تصبح غير كافية لمنع الحمل ولذلك لا بد من تبديل الغرسات بعد 5 سنوات ونزع الغرسات من الجلد أصعب من غرسها. تبلغ نسبة الحمل 0,1 فرصة حمل لكل 100 امرأة في السنة الأولى من الاستخدام أما بعد خمس سنوات فتبلغ نسبة الحمل 1,6 حمل لكل 100 امرأة، تشبه آلية التأثير في موانع الحمل الهرمونية البسيطة التي تحوي البروجستين فهي تمنع الاباضة وتجعل العنق سميكاً وتحول بطانة الرحم إلى بطانة رقيقة ضامرة ولكن مدة التأثير تستمر لمدة خمس سنوات بما في ذلك التأثيرات الجانبية إلا إذا نزعت الغرسات ويجب أن تقوم المرأة بزيارات متكررة للطبيب حتى انقضاء الأشهر الثلاثة الأولى تزداد معدلات الاخفاق إذا كانت المرأة بدينة فوق 70 كغ وإذا مضى أكثر من 5 سنوات على استعمالها. تشبه التأثيرات الجانبية التي تتصف بها الحبوب البسيطة المانعة للحمل إلا أنها قد تكون أشد وأقوى وقد تستمر ما دامت الغرسات موجودة وقد يضاف إلى هذه التأثيرات الجانبية الهرمونية الناجمة عن البروجسترون وكذلك التأتيرات الجانبية الخاصة بوجود جسم غريب تحت الجلد وكذلك ما تتطلبه عملية الغرس من طهارة وتعقيم وما تتطلبه عملية نزع الغرسات من طهارة وتعقيم أيضاً وقد تخلف عملية الغرس أو النزع ندوباً تتراوح بين الندوب البسيطة أو الشديدة بحسب طبيعة الجلد عند المريضة وتتراوح التأثيرات الجانبية للغرسات بين اضطراب الطمث أو العصبية أو الصداع وحب الشباب وربما ادرار الحليب أو زيادة الوزن وألم بالثدي. إن الميزة الوحيدة للغرسات المانعة للحمل هي أنها تمنع الحمل فعلاً لمدة خمس سنوات مما يريح المرأة من تذكر الحبوب أو نسيانها إلا أن المرأة ستبقى لمدة خمس سنوات تعاني من الآثار الجانبية للبروجسترون الذي تنفثه الغرسات تحت جلدها ما لم يبادر طبيبها تحت ضغوط شكواها إلى نزع هذه الغرسات في أول فرصة سانحة والواقع أن استعمال الغرسات الجلدية المانعة للحمل نادر جداً في دول الغرب إلى درجة أن بعض الدول تمنع استعمالها لمنع الحمل ولكن بعض برامج تحديد النسل في بعض الدول النامية ما تزال حريصة على الترويج لهذه الغرسات رغم نفور النساء منها بعد تجربتها في عدة دول.