لماذا نحن مجتمع ثرثار؟ نتناقل الكلام بسرعة الضوء لا يهم إن كان صحيحاً أو مغلوطاً لانكلف أنفسنا عناء التأكد، حتى أننا نتفنن في بهرجة الخبر والزيادة فيه بما نهوى، في مجالسنا نجتمع لنلهو في هواتفنا الذكية غير مبالين ببعضنا نتحدث قليلاً ولكن لا أحد يهتم يشارك أحدنا بنصيحة ولا احد يلتفت له وما ان يتحدث أحد بفضيحة حتى تجد الكل رفع رأسه وترك هاتفه ليستمع، وما يفطر الفؤاد حقا اولئك الذين يحبون أن تشيع الفاحشة همهم الأول ومهنتهم في هذه الحياه أن يوصلوا الفضائح بأي طريقة لأي كان، لكل منزل لكل مواطن لكل مقيم ولو كان بمقدورهم احيانا لقاموا بإيصال إشاعاتهم للدول المجاورة غير مكترثين بشيء، ينتشيهم إحساس القوة والنصر.. دون أن يدركوا ما يعانونه من هذا المرض. ومع أن أولئك مثيرون للشفقة لايعلمون بأنهم سيقفون امام الله يوم القيامة ليحاسبهم حسابا شديدا وليقتص منهم لمن تسببوا في فضيحته، لايعلمون بأن كل شخص تصله الفضيحة يسجل في ذمتهم ففي أوسائط هذه الشريحة تفوح رائحة لحوم البشر كل منا ينهش في لحم الاخر تجاهلنا أمر الله تعالى بالستر لأخينا المسلم غابت ثقافة الاحترام وعدم ذكر مساوىء الغير لم نعد نهتم بشيء نريد فقط ان نشبع فضولنا المريض بفضائح الخليقة غاب عنا أنه من عيّر اخاه بذنب لم يمت حتى يعمله غاب عنا أن الله قد يعافيه ويبتليك غاب عنا اننا اذا اردنا ان نحصل على ستر الدنيا والاخرة يجب علينا اولا ان نستر على اخينا المسلم فهل نحن حقا نمارس في حياتنا ستر عيوب الناس. مجتمعنا مجتمع مطالب بالتطور والرقي دائما بوصفه مجتمعا مسلما فكيف لأولئك أن يصفوا أنفسهم بالرقي الأخلاقي والتطور الحضاري في ركب الدول المتقدمة وهم يعيشون في مستنقع من الفضائح والتحدث في عيوب الخليقة وهو اساس حياتهم وشغلهم الشاغل.. فيجب أن نتوقف لنربي جيلا يصمت عن سوءة أخيه، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم استر علينا في الدنيا والآخرة وعافنا ولاتبتلينا ولاتجعلنا ضحية لمن لايرحم.. * الرياض