سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العاهل الأردني: المسلمون مطالبون بتقديم الإسلام بصورته الحقيقية المشرقة التويجري يدعو إلى ثقافة العدل والاعتدال في المناهج الدراسية لنبذ العنف والتطرف مؤتمر «حقيقة الإسلام» ودوره في المجتمع المعاصر بدأ أعماله في عمان
دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الاسلامي الدولي بمشاركة «40» دولة الى : «توحيد موقف أتباع المذاهب الاسلامية الثمانية على مبدأ اعتراف كل مذهب من هذه المذاهب بصحة اسلام المذاهب الأخرى، وعدم جواز تكفير أي مسلم من أتباعها، فاختلاف العلماء رحمة». وأضاف الملك عبد الله : «لنقتد بقول الامام الشافعي الذي قال : مذهبنا صواب ويحتمل الخطأ ومذهب خلافنا خطأ ويحتمل الصواب». مشيرا الى أنه : «قد أفتى علماء المسلمين ومراجعهم الموثوقة بصحة هذا المبدأ لأن اتباع المذاهب الثمانية - السنية الأربعة، والجعفري والأباضي والزيدي والظاهري - متفقون على المباديء الأساسية للإسلام» . وقال: «لقد تضمنت فتاوى كبار العلماء بصحة التعبد بأي من المذاهب الاسلامية الثمانية». وزاد أن : «الاختلاف فهو على بعض المسائل الفرعية التي ظهرت بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأسباب تتعلق بالخلافة وبعض أمور الدنيا والسياسة». وقال لقد : «أفتى شيخ الأزهر بأن الفكر الصوفي المعتدل مقبول ما دام يستند الى الشهادتين، ذلك أن الاعتراف بالمذاهب هو اعتراف بمنهجية الافتاء وتحديد من هو المؤهل لهذه المهمة، مما يؤدي الى عدم تكفير بعضنا بعضا، واغلاق الباب أمام الجاهلين الذين يمارسون أعمال القتل والارهاب باسم الاسلام والاسلام منها بريء» . ولفت الى أن : «من أهم واجباتنا كمسلمين أن نقدم الاسلام بصورته الحقيقة المشرقة، فالاسلام دين الوسطية والاعتدال والرحمة والتسامح ومحاورة الآخرين بالعقل والحجة وليس دين العنف والارهاب أو التعصب والانغلاق». وشدد على أن : «الاسلام قدم أحسن الأحكام في حماية حقوق الانسان وصون كرامته وحريته وانسانيته بغض النظر عن دينه أوجنسه أو لونه» . واعتبر أن : «أعمال العنف والارهاب التي تمارسها بعض الجماعات والمنظمات وما يجري في العراق والباكستان وغيرها من بلاد المسلمين من تبادل تهم التكفير وقتل المسلمين باسم الاسلام كلها أمور مخالفة لجوهر الاسلام والاسلام منها بريء وهذه فتنة وفساد في الأرض لأنها تعطي المبررات لغير المسلمين للحكم على الاسلام من هذا المنظور والتدخل في شؤون المسلمين واستغلالهم» وأكد على أهمية احترام حقوق الأقليات وغير المسلمين الذي يعيشون داخل المجتمع المسلم ووضع المنهج الواضح في احترام العلاقات والوفاء بالعهود بين المسلمين وغيرهم من الأمم والشعوب . وقال إن «الاسلام يدعونا الى الانفتاح على الآخرين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في شتى ميادين الحياة». وأشار الى أن :«هناك تحديات كبيرة تواجه المسلمين وهجمة شرسة يتعرض لها الاسلام من خلال التشويه والافتراء عليه بسبب عدم فهم بعض المسلمين لجوهر دينهم وجهل كثير من غير المسلمين بطبيعة هذا الدين وقيمه النبيلة» ولفت الى أنه : «من هنا تأتي أهميتكم كعلماء في توحيد الأمة الاسلامية بكل مذاهبها وتعريف الآخرين بحقيقة ديننا ورسالته العظيمة». وقال المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسسكو- الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري إن موضوع هذا المؤتمر وهو إظهار حقيقة الاسلام يدلل على انشغال الأردن بأهم قضية تستقطب اهتمامات الرأي العام الاسلامي وهي تقديم الصورة الحقيقة للاسلام الى العالم كله حتى نقيم الحجة على إننا أمة اسلامية تدين بدين يدعو الى السلام ويحض على العدل ويحمي الكرامة الانسانية ويحرم الظلم والعدوان والافساد في الأرض. ولفت الى أن : «أهمية اظهار حقيقة الاسلام تتجلى في أنه يتعرض في هذه المرحلة من التاريخ الى ضروب من التشويه والتحريف والتجني لم يسبق لها مثيل بهذا الأسلوب الممنهج وبهذا الشكل المنظم لتحقيق الأغراض التي يرسمها الخائضون في هذا البحر الذين لا يرضيهم أن يكون الاسلام دين سلام ومحبة وتعايش وحوار وعدالة ومساواة وأخوة وانسانية». ولفت الى أن : «المسلمين يتعرضون الى ضروب من الفتاوى والاختيارات المذهبية التي تحولت في بعض جوانبها الى تزمت مقيت وانغلاق مميت وتنابز بالألقاب خطير، فأصبح الاختلاف المذهبي والفقهي في هذه الدائرة خلافا يهيمن فيه التفسيق والتكفير ويسهل فيه سفك الدماء المعصومة». ورأى أنه لا : «يكفي أن نقول في مجامعنا ومؤتمراتنا أن الاسلام دين يدعو الى الخير العام للإنسانية وينبذ العنف والتطرف والارهاب بكل أشكاله ما لم ننشر ثقافة العدل والاعتدال في مناهجنا الدراسية، من خلال مؤسساتنا الثقافية والاعلامية وفي أنديتنا الاجتماعية المختلفة». وأشار الى ضرورة : «أن ننطلق نحو تصحيح صورة الاسلام وتقديمها للعالم مشرقة معبرة أقوى ما يكون عن حقيقة وضاءة بالإخاء بين البشر». ولفت الى ان : «المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة تؤيد تأييدا كاملا ما جاء في رسالة عمان التي أطلقها الملك عبد الله في رمضان العام الماضي، وقد أعدت المنظمة استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية التي أقرها مؤتمر القمة الاسلامي العاشر كما أنها تعمل على تقديم الصورة الحقيقية للاسلام الى العالم أجمع من خلال تنفيذ سلسلة من البرامج للتعريف بالاسلام وبالحضارة الاسلامية وتصحيح المعلومات الخاطئة عنهما». وقال إن: «المنظمة اهتمت بالحوار بين الحضارات والثقافات فعقدت مجموعة من المؤتمرات الدولية في السنوات الخمس الماضية وفي الشهر الماضي عقدت بالتعاون مع خمس منظمات اسلامية ودولية المؤتمر الدولي حول تعزيز حوار الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة». وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي إن: «المسلم الذي يعيش في بداية الألفية الجديدة يجد نفسه في موقف تتنازعه فيه عوامل عديدة فهو واقع تحت تأثير حضارة جديدة وعولمة كاسحة تشمل ميادين السياسية والاقتصاد والثقافة وغيرها وتشده في الوقت ذاته ثقافة وعادات وتقاليد وتراث فكري تمتد جذوره في عمق ذاته، ومن شأن هذا أن يخلق لدى الانسان الواعي بلبلة فكرية وحيرة إزاء هويته». ولفت الى أنه بات من الضروري على مفكرينا وعلمائنا أن يسعوا للاصلاح المنشود إذا ما أردنا الخروج من أزمتنا المعاصرة فنحن اليوم في حاجة الى الاصلاح المتعدد وتقوم منظمة المؤتمر الاسلامي بعمل من هذا القبيل يتلخص في اشاعة أفكار الوسطية في الاسلام ومعالجة الغلو في الدين الناجم عن التطرف والتعصب إضافة الى المناداة بالحكم الرشيد وتوابعه. ورأى أن العالم الاسلامي بحاجة الى نظرة جديدة وتكيف أفضل مع تحديات العالم المعاصر، وقد بات لزاما على أبناء المسلمين أن يبذلوا الوسع والجهد لمواكبة مسيرة الحضارة الحديثة والتقدم والتنمية والتمكن من معرفة مرتكزات الحضارة الجديدة وامتلاك كل معطى ايجابي قدمته بما يتماشى مع قيمنا وتراثنا وأن يسخر كل ذلك لصالح اللحاق بالركب الحضاري المتسارع بل والتطلع الى خلق الحضارة الجديدة القادمة . من جهته قال مفتي جمهورية مصر الشيخ علي جمعة ان «العصر يشهد ازمة كبيرة وحادة تمس الانسان المسلم في نفسه وعرضه ودينه وخلقه وعقله وكرامته». واضاف «لقد احدق بنا من كل مكان من داخلنا ومن خارجنا ما يهدد هويتنا وكياننا جميعا». و قال ان «اننا نرى المسلم الذي لايفهم دينه وثوابته ونرى غير المسلم الذي ورث العداء للاسلام من التاريخ او مما شاهده من تقصير المسلمين، اما المسلم الذي لا يدرك منهج للحياة ورؤية كلية للانسان والكون،يفقد ادراكه بكونه مخلوقا لخالق وصف نفسه اول ما وصف بانه رحمن رحيم، ويفقد ادراكه بانه مكرم في هذا الكون، وانه قد حمل الامانة، ومستخلف للعبادة والعمارة وتزكية النفس، وان الله نهاه عن الفساد وامره ان يسبح مع الكائنات وان يسجد لله وحده وان يشكره لما سخر له في الارض والسماء». وبين ان المسلم يعرف نموذجه المعرفي وكيف يتعامل مع الوحي المنزل ومع الكون المنظور ومع الناس اجمعين وكيف تكون له قضية ورسالة وكيف ينشر الدعوة لله والقيم التي رأسها العدل مع الجميع،والمحافظة على العقل والنفس والدين وكرامة الانسان. واوضح ان هذه العلاقة مبينة على «التكامل لا الصدام بين الناس أو الطبقات او الحضارات او الاديان، بل الامر مبني على توازن جعله الله سنة الهية في كونه». وقال «نرى الامم تتداعى علينا كما تتداعى الاكلة على قصعة الطعام، بعد ما وصل اليهم الاسلام في صورة مشوهة مرة بايدي ابنائه ومرة بأيدي اعدائه».