دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي إلى احترام شعيرة الحج، وعدم إقحام السياسة في هذه العبادة، قائلا إن الحج يعد أكبر تجمع بشري في العالم، وهو تجمع فريد يتسم بروح التضحية، والمعاني الإنسانية الواسعة، حيث يتفرغ الناس للعبادة. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام ظهر أمس الأربعاء 17 أكتوبر 2012. وتوجّه إحسان أوغلي بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده، والحكومة الرشيدة على ما قدموه من حسن وفادة، وخدمات سامية للحجيج. وقال أوغلي إن المنظمة لم تتلقَ أي إخطار رسمي من قبل حكومة ميانمار يفيد بتراجعها عن فتح مكتب إنساني ل «التعاون الإسلامي» في ميانمار. وأضاف أن المنظمة إلى حين تبيان هذا الأمر سوف تطرح هذه التطورات على اجتماع وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في جيبوتي في نوفمبر المقبل. وكشف عن أن المنظمة كانت قد تلقت في فترة سابقة طلبا غير مباشر من وزارة الحدود الميانمارية بتأجيل افتتاح المكتب. يذكر أن وزير الحدود الميانماري، كان قد مثّل حكومته في التوقيع على اتفاقية تعاون مع وفد المنظمة في ميانمار سبتمبر الماضي. منوها الى أن الاتفاقية كانت تنص على أن يكون المكتب مؤقتاً، بهدف تحقيق هدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وذلك بالتعاون مع حكومة ميانمار، مشدداً على أن المكتب لم يكن له طبيعة خاصة، وهو يماثل مكاتب إنسانية أخرى افتتحتها المنظمة في عدد من البلدان التي تضررت بأزمات إنسانية. وأشار أوغلي إلى أن حكومة ميانمار كانت قد أعربت عن دعمها للمكتب خلال لقائها بوفد المنظمة في الشهر الماضي، لافتاً إلى أن «التعاون الإسلامي» أكدت للجانب الميانماري عزمها تقديم المساعدات للمتضررين من دون تمييز إثني أو ديني. وشدد أوغلي على رفض المنظمة عدم رغبتها في تسييس عملها الإنساني، «على الرغم من أنها مستمرة في مواقفها حول سعيها لاسترجاع الحقوق القانونية والدستورية لأقلية الروهينغيا المسلمة في البلاد». مؤكداً على ان المنظمة تسعى لاستعادة حقوق الروهينغيا الدستورية كان سيتم من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية، وليس من خلال المكتب الإنساني المذكور، مضيفاً بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتم تسييس العمل الإنساني. وأوضح بأن خطوة افتتاح المكتب كانت تصب في هدف تحقيق التضامن بين شعوب العالم الإسلامي والشعوب الأخرى، مبيناً بأن الهلالين الأحمرين، التركي والإندونيسي يقدمان المساعدات الإنسانية للجميع، وهو ما يعكس نموذجاً للعمل الإنساني في إطار منظمة التعاون الإسلامي. من جانب آخر، كرر إحسان أوغلي دعوته للأطراف المتحاربة في سوريا وقف القتال في شهر ذي الحجة، كما أعرب عن دعمه لدعوة المبعوث الأممي المشترك، الأخضر الإبراهيمي بوقف القتال خلال فترة عيد الأضحى المبارك. وفي موضوع متصل، أشار الأمين العام للمنظمة إلى أن وقف القتال يعد أساسا لأية تسوية سياسية، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حلاً سياسياً للأزمة. وأنه من الضروري إقناع الأطراف الداعمة للفرقاء في سوريا على ضرورة وضع خطة سلام يمكن العمل على أساسها، والضغط على الطرفين من أجل الوصول من خلالها إلى وقف كلي لإطلاق النار. وأعرب أوغلي عن أسفه لاستهداف الآثار الحضارية الإسلامية والإنسانية في سوريا، مشيراً إلى أن الأحداث الجارية في هذا البلد أضحت خارج نطاق السيطرة، خاصة في ظل امتداد التوتر إلى الحدود السورية مع تركيا وبعض البلدان المجاورة، الأمر الذي يهدد، بحسب الأمين العام ل «التعاون الإسلامي» الأمن الإقليمي والدولي. وعلق الأمين العام للمنظمة على دعوات التدخل العسكري في مالي، بقوله إن المنظمة سوف تؤيد أي تدخل عسكري أجنبي في البلاد، شريطة أن يكون مشروعاً، ومقراً من قبل المجتمع الدولي، لكنه رفض أي تدخل لا يتم في إطار دولي وشرعي.