أظهرت بيانات مصفوفة التضخم بين المدن السعودية أن الهجرة العكسية من المدن الكبيرة لذوي الدخل الثابت (الموظفين) تؤدي إلى زيادة الدخل الحقيقي بنسبة تتجاوز 20%، يضاف إلى ذلك ارتفاع مستوى الرفاه وجودة الحياة. وبالتالي يمكن تعويض ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن الكبيرة (أو الانخفاض الحاد في مستوى الدخل النقدي بعد التقاعد) بالانتقال إلى مدن أقل كثافة سكانية. ويمكن قراءة مصفوفة التضخم بين المدن الرئيسة من الصفوف إلى الأعمدة أو العكس، فمثلاً الانتقال من مدينة الرياض إلى جدة يخفض تكاليف المعيشة بنسبة 6,8%، والانتقال من الرياض إلى عرعر يخفض تكاليف المعيشة بنسبة 24,1%. في حين أن الانتقال من مدينة جدة إلى الرياض يرفع تكاليف المعيشة بنسبة 7,3%، والانتقال من عرعر إلى الرياض يرفع تكاليف المعيشة بنسبة 31,7% (الجدول رقم 1). وتشير بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات للأرقام القياسية بين المدن السعودية الست عشرة إلى أن معظم الاختلافات الكبيرة في مستويات المعيشة بين المدن ناتجة عن التفاوت الكبير في معدل تضخم تكاليف الإيجار. ويوضح الجدول رقم (2) أن الانتقال من مدينة الرياض إلى جدة يترتب عليه انخفاض تكاليف الإيجار بنسبة 24,4%، والانتقال من الرياض إلى عرعر يخفض تكاليف الإيجار بنسبة 52,7%. بينما الانتقال من جدة إلى الرياض يرفع تكاليف الإيجار بنسبة 32,3%، والانتقال من عرعر إلى الرياض يرفع تكاليف الإيجار بنسبة 111,5%. ومصفوفة التضخم بين المدن السعودية تقيس مستوى التضخم في المدن الست عشرة خلال الفترة من يناير 1999م إلى أغسطس 2012م (الجدول رقم 3). ولا تقتصر الفائدة من مصفوفة التضخم في تحليل قرارات الأفراد، إنما يمكن الاستفادة منها في تحليل تكاليف إنشاء المشاريع الحكومية من مدارس ومستشفيات وجامعات.. إلخ. كما أنها مفيدة عند وضع خطط تنموية تشمل كافة مناطق المملكة للمساهمة في التوزيع الديموغرافي الأمثل للسكان. [email protected] * مستشار اقتصادي