في ظل التطورات التي شهدتها الساحة الباكستانية فيما يتعلق بقضية الهجوم المسلح الذي شنته حركة طالبان الباكستانية على الفتاة ملالة يوسف 14 عاماً التي تعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل عناصر حركة طالبان الباكستانية مؤخراً، وأصيبت بجروح شديدة من ضمنها إصابتها برصاصة على رأسها والتي تم استخراجها عن طريق عملية جراحية، والتهديدات التي وجهتها حركة طالبان بإعادة استهداف الفتاة نفسها، على خلفية معارضتها لأفكار حركة طالبان المعارضة لتعليم البنات. نظمت الجماعات الدينية السنية في باكستان مؤتمراً في مدينة كراتشي الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان، طالبت فيه من الحكومة الباكستانية بالإسراع في إجراء العمليات العسكرية لمحاربة الإرهابيين الذين يسعون إلى تطبيق أفكارهم المتطرفة في المجتمع الباكستاني. وفي كلمة ألقاها الشيخ صاحبزاده فضل كريم رئيس اتحاد الجماعات السنية في باكستان، طالب من الحكومة الباكستانية بالإسراع في محاربة الإرهابيين الذين يقفون وراء ابتكار نظريات جديدة تعارض تعليم البنات، هذا وقد أثنى الشيخ فضل كريم على الفتوى التي أصدرها علماء الإسلام الباكستانيين ضد ما قامت به حركة طالبان. من جهة ثانية، صرح رئيس جمعية علماء الإسلام في باكستان الملا فضل الرحمن بأن الهجوم الذي شنته حركة طالبان على الطفلة ملالة يوسف والذي كاد أن يودي بحياتها، والهجوم العسكري الذي شنته قوات الناتو بأفغانستان في نوفمبر من العام الماضي على القاعدة العسكرية الباكستانية " يعكس مدى ضعف سياسة الحكومة الباكستانية". وحسب قناة "أ.ر.واي" الإخبارية الباكستانية فقد أوضح فضل الرحمان بأن موضوع الهجمات التي تشنها طائرات التجسس الأمريكية في منطقة القبائل الباكستانية، والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء أيضاً يستدعي إلى التنديد، وقال إن الحكومة الباكستانية تستغل علماء الدين الباكستانيين لتحقيق مصالحها، إلا فإن قضيتي ملالة وسلالة واضحتان وجليتان للعيان. يذكر أن الطفلة ملالة يوسف تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل عناصر حركة طالبان الباكستانية أثناء عودتها من المدرسة، لأنها عارضت أفكار طالبان التي تمنع البنات من تلقي التعليم.