ورطة "السائق الغشيم" تترك انطباعاً لدى من يركب معه أن النهاية ربما تكون أقرب من انعكاس المرآة على واقع قرر الوداع في لحظة غامضة، وصعبة، ومليئة بالتساؤلات:"وش اللي خلانا نركب معه"، أو أكثر من ذلك "تشهّد على روحك"، ومثل تلك المواقف تحرم الإنسان التوازن، وتشعره بالخوف والقلق "الله يوصلنا سالمين". ويبقى السائق الجديد للعائلة أمام تحدٍ صعب ليس في فهم دوره، وتحديد مكان انتظاره، وإنما في التعامل مع "ثقافة الطريق"، إن كانت في زحمته، أو لوحاته، أو تحويلاته، أو المتهورين والمخالفين فيه، أو إن كانت في معرفة مواقع "كاميرات ساهر" الثابتة والمتحركة، ومع كل ذلك يبقى "غشيماً"؛ لأنه لم يعتد على تلك الثقافة التي هي الأهم في مجتمعنا من "اختبار دلة" والحصول على رخصة القيادة. واعتاد كثير من الأسر أن تضع ملصقاً خلف السيارة تشعر من هم في الطريق أن "السائق تحت التدريب"، وأنه لا يزال غشيماً ليس في مهارة القيادة، وإنما في التعامل مع من هم في الطريق، وهكذا تبدو المغامرة صعبة، ومقلقة، ولكنها في أكثر الأوقات تمنح "السائق الغشيم" فرصة؛ ليقوى قلبه، ويتخلى عن الخوف، وينطلق "مثل غيره" في تجاوز المسموح!. خذ مثلاً -الصورة المرفقة مع الموضوع-، حيث تبدو من الوهلة الأولى طريفة، وغريبة، فالسائق الغشيم تورط في زحمة "الدوار"، ولم يعرف أوله من آخره، ولكنه حتماً أدرك أن (الأولوية لمن هم داخل الفوضى)، وحاول أن يتجاوز الموقف معتقداً أن عبارة (السائق تحت التدريب) سوف تفسح له الطريق؛ ليس حباً فيه، وإنما خوف السائقين على سياراتهم أو "يبلشون معه" وينتظرون المرور أو "نجم" لساعات..، ولكن الغريب أنه لم يستجب أحد له؛ فأدركت "العمّة" المشكلة، فأخرجت من النافذة نسخة من اللافتة:"انتبه السائق جديد"، وهنا توقف سائقو الفوضى في الدوار مع تلك الجهة وتركوا المجال لعبور السائق وهم يضحكون من طريقة رفع اللافتة، وتدخل "العمّة" في الوقت المناسب. ومع كل ذلك يحاول "السائق الغشيم" أن يفهم طبيعة نظامنا المروري؛ لعله يسعفه في لحظات صعبة -عند الدوار مثلاً-؛ فيتفاجأ أن النظام موجود ولكنه لا يطبق، وأن سلامة السائقين لا يعدلها سوى "نفسي نفسي"، وهكذا يكون الانطباع لديه سائداً؛ بدل من أن أتعلّم النظام، وأحافظ عليه، لماذا لا أستمر في الفوضى مثل غيري.. أفهم بسرعة ولا أكون غشيماً في نظرهم!!.