تُجري القاهرة اتصالات وجهودا مكثفة لازالة الغموض حول عملية اختطاف د.ايهاب الشريف رئيس بعثة المصالح المصرية فى العراق، والذى كان قد تولى مهام عمله منذ اسابيع ولم يكن قدم اوراق اعتماده بعد للرئيس العراقى جلال طالباني، وفى اطار هذه الجهود التقى السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية أمس الاحد برئيس بعثة رعاية المصالح العراقية بالقاهرة سعد محمد رضي بناءً على طلب الاخير والذي صرح عقب اللقاء بانه بادر الى لقاء المسؤولين بالخارجية المصرية على خلفية الانباء التي ترددت حول اختطاف الشريف، وقال ان المسؤولين المصريين طلبوا منه اجراء الاتصالات مع حكومته ومتابعة الموضوع والاستمرار في الاتصالات بالخارجية المصرية الى ان يتم الوصول الى شيء معين ومحدد، واوضح الدبلوماسى العراقي انه لا يستطيع على ضوء المعلومات المتاحة الان تحديد الجهة المسؤولة عن اختطاف الدبلوماسي المصري والذي لم يكن سفيرا معتمدا لمصر حتى الآن لكنه كان رئيسا لبعثة رعاية المصالح. ولا يزال المسؤلون المصريون يجرون اتصالاتهم بعيدا عن التصريحات الاعلامية، وتتخذ هذه الجهود عدة مسارات منها الدبوماسية ومنها ما يدخل في اطار جمع المعلومات التي يمكن ان تقود الى تحديد الجهة المسؤولة عن اختطاف الدبلوماسي المصري والتى لم تعلن عن نفسها بعد، والوسائل الكفيلة بالحفاظ على حياته واطلاق سراحه . يذكر أن الشريف كان قد سافر الى العراق في الأول من يونيو الماضي «منذ شهر» حيث عمل رئيسا لبعثة المصالح المصرية، وكان مقررا اعتماده كسفير لمصر في بغداد. والسفير المصري الشريف، هو أحد أبرز رجال الدبلوماسية المصرية، إذ كان يشغل من قبل منصب القائم بأعمال السفارة المصرية في تل أبيب خلال فترة سحب السفير المصري من إسرائيل، وهو - حسب تقارير للخارجية المصرية - دبلوماسي مخضرم له خبرة واسعة في التفاوض، والعمل في بؤر الصراع والبيئات القلقة والمعادية. تجدر الإشارة إلى أن البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد كانت واحدة من بضع بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية قليلة ظلت تعمل في العراق خلال الحرب الأخيرة، ولم تغلق أبوابها رغم رفع الصفة الدبلوماسية عن العاملين فيها بمعرفة سلطات الاحتلال هذه ليست المرة الأولى التي يختطف فيها دبلوماسي كبير في العراق، إذ سبق أن أبلغت السفارة المصرية في بغداد وزارة الخارجية في شهر تموز «يوليو» من العام الماضي 2004 بأن إحدى الجماعات العراقية قد أعلنت عن اختطاف الدبلوماسي محمد ممدوح قطب، رداً على تصريحات لرئيس الوزراء المصري احمد نظيف بأن مصر مستعدة لتقديم خبرتها الأمنية للحكومة العراقية المؤقتة، لافتة إلى أن هذه الجماعة تطالب الحكومة المصرية بعدم التعاون مع القوات الأميركية في العراق، وهو الأمر الذي نفى حينئذ مسؤولون في القاهرة أن بلادهم تقوم به أساساً . ومن جانبه، استنكر الحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه محسن عبد الحميد والذي يعد احد ابرز الاحزاب السنية في العراق عملية اختطاف السفير من قبل اطراف مجهولة. وقال في بيان ان «الحزب الإسلامي العراقي إذ يستنكر بشدة هذا العمل فانه يحمّل الجهة التي تقف وراء الحادث كامل المسؤولية في الحفاظ على سلامة السيد السفير ويطالبها باطلاق سراحه دون تأخير». واضاف الحزب في بيانه «إننا في الوقت الذي ندعو للسفير بالفرج القريب فاننا سنتابع دون كلل هذه المسألة لما تنطوي عليه من مقاصد إنسانية نبيلة، وعرفانا وتاكيدا للعلاقات الأخوية التي تربط الشعبين في العراق ومصر».