قالت شركة جدوى للاستثمار ان من شأن توسيع فتح السوق المحلي أمام المستثمرين الأجانب المساهمة في رفع كفاءتها وجعلها أكثر ارتباطا بالأسواق العالمية، كما سيجعل السوق أقل عرضة لتكرار فترات الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم وأكثر تجاوباً مع المعطيات الأساسية للشركات. وبرهنت بيانات المستثمرين الأجانب والتي يتم نشرها بصفة يومية في الأسواق الأخرى في المنطقة على أن قرارات المستثمر الأجنبي تؤثر بشدة على قرارات المستثمر المحلي. ولا يعني ذلك أن المستثمر الأجنبي أكثر دقة من نظيره المحلي، بل يعكس حقيقة أن المستثمر الأجنبي أكثر التصاقاً وتفاعلاً مع الاقتصاد العالمي الذي يؤثر بدرجة كبيرة على أسعار الأسهم في المملكة. وأشارت إلى أن مقدرة حركة التدفقات الأجنبية الكبيرة على التنبؤ بمسار السوق تعود إلى الاختلافات في قاعدة المستثمرين، فمعظم مشتري الأسهم عبر نظام مبادلة مؤسسات أجنبية ترصد بشكل جيد المخاطر التي تكتنف الاقتصاد العالمي وتبني قراراتها الاستثمارية على المعطيات الأساسية للسوق والشركات، في حين نجد أن المستثمرين المحليين في الغالب أفراد يركزون على الأوضاع المحلية أكثر من تركيزهم على اتجاهات الاقتصاد العالمي ويتأثرون في الغالب بدرجة كبيرة بالإشاعة والحالة النفسية في الأسواق. ومن الملاحظ أن التغيرات الكبيرة في تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الأسهم السعودي تعقبها غالباً تحركات واضحة في مؤشر "تاسي"، ما يعني إمكانية استفادة المستثمرين المحليين من رصد تحركات المستثمرين الأجانب في السوق. ففي ست من الحالات السبع التي تغير فيها صافي الاستثمارات الأجنبية الشهرية بأكثر من 750 مليون ريال، نجد أن "تاسي" تحرك في نفس ذلك الاتجاه في الشهر التالي. ويعزى ذلك إلى ارتفاع درجة رصد التطورات في الأسواق العالمية بواسطة المستثمرين الأجانب وسرعتهم في إعادة موازنة محافظهم الاستثمارية مقارنة بالمستثمرين المحليين الذين ينصب تركيزهم على الأوضاع المحلية.سمح للمستثمرين الأجانب بدخول سوق الأسهم السعودي عقب إجازة نظام مبادلة في أغسطس 2008، غير أن نشر البيانات عن نشاط الأجانب في السوق لم يبدأ إلا في مارس 2009. وتمثل تداولات المستثمرين الأجانب نسبة ضئيلة من إجمالي حجم التداول؛ بلغ متوسطها اليومي 1,1 بالمائة منذ ذلك التاريخ ولم يتعد 0,7 بالمائة لفترة الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. بالمقابل، شكلت تداولات المستثمرين السعوديين الأفراد منذ مارس 2009 نحو 89,3 بالمائة من إجمالي التداول. كما تمثل تداولات المستثمرين الأجانب إشارة مهمة للمستثمر المحلي رغم صغر حجمها، ونستطيع التأكد من هذه العلاقة بالنظر إلى التغير في صافي مشتريات المستثمرين الأجانب في شهرٍ ما مقارنة بالشهر السابق، ثم مقارنة ذلك بالتغير الذي يحدث في مؤشر "تاسي" خلال الشهر التالي. وتبدو العلاقة ضعيفة إذا نظرنا إلى الفترة ككل وهي 41 شهراً بين مارس 2009 وسبتمبر 2012، فالمؤشر تحرك في 25 من تلك الشهور في نفس الاتجاه الذي اتخذه التغير في تدفق الاستثمارات الأجنبية خلال الشهر السابق بينما تحرك في الاتجاه المعاكس في 16 شهراً، لكنْ هناك تفسير منطقي لذلك حيث ان التغيرات الشهرية في التدفقات الاستثمارية تأتي صغيرة في كثير من الأحيان ولا تعكس تغيراً في شهية المستثمرين نحو السوق السعودية.