اتسعت دائرة تهريب الوقود السعودي الى الأردن حتى أصبحت ظاهرة أمام العيان، ولم يعد صعبا رؤية مهرب للوقود ينهي إجراءات دخوله أو خروجه عبر المنافذ الحدودية الشمالية بكل حرية. وفيما قامت "الرياض" بجولة ميدانية لمعرفة أسرار الظاهرة واساليبها ومن يقفون خلفها، لم تتجاوب الإدارة العامة للجمارك السعودية بمنطقة تبوك مع استفساراتنا حول هذه الظاهرة ودورها للحد منها، حيث تبين أنها أصبحت مهنة يزاولها سعوديون على سياراتهم الخاصة حيث أصبحت دخلا إضافيا في ظل اتساع مساحة الكسب المادي بسبب ارتفاع أسعار البنزين في الأردن مقارنة بالسعودية. شاب: أتقاضى 1200 ريال مقابل 3 حملات في الأسبوع.. والأهالي يعتبرونها مصدر دخل بداية التهريب تفاصيل الظاهرة اتضحت في محافظة حقل المحاذية لمدينة العقبة الأردنية وتضم منفذ الدرة وتتسم بالهدوء المروري، الذي سرعان ما يتحول الى النقيض قرب منفذ الدرة بسبب المركبات التي تملأ محطات الوقود المجاورة داخل الحدود السعودية. تميز هذا المشهد بتجهيز جميع المركبات واعدادها لتهريب الوقود، فيما انشأت المحطات صبات اسمنتية للتأكد من تعبئة الخزانات المعدة لهذه المهمة. سيارة من نوع (جي ام سي ) تتزود بالبنزين ثم تنطلق متجهة نحو المنفذ، وبعد إنهاء إجراءات الدخول تجاوزت الحدود، لتقف بعد 15 كلم داخل الأراضي الأردنية بجوار أحد المواقع المخصصة لاستقبال البنزين المهرب حيث يستقبلها شخص ويفرغ حمولتها ثم يتجه السائق الى طريق العودة مباشرة في وقت لم يتجاوز الساعة. تاجر أردني: أتعامل مع 20 سيارة سعودية يومياً.. وجودة البنزين ترفع الطلب عليه سوق سوداء للبنزين السعودي أحد العاملين في استقبال البنزين السعودي، رضخ لرغبتنا في مدّنا ببعض المعلومات عن هذه العمليات بعد محاولات طويلة وثورة غضب واشتراط عدم التصوير. قال: في البداية يتم تفريغ البنزين من السيارات القادمة من السعودية التي يمتلكها اشخاص متعاقدون معنا شفهيا للبيع لنا، حيث نقوم بوضعه في جوالين سعة 20 لترا، وندفع بين 13 و19 دينارا، لتصل تكلفة اللتر الواحد إلى 5 ريالات. واضاف: نحن نتعامل بالجالون ونسميها " تنكه" وتختلف أسعارها حسب الموسم وتوفر البنزين ففي بعض الأوقات يصل سعر الجالون إلى 25 دينار بما يقارب 125 ريالا، مؤكدا أن الطلب يتركز على البنزين لبيعه على الأردنيين الذين يعانون من ارتفاع أسعار الوقود الأردني وعدم جودته. وتابع: اتعامل يوميا مع أكثر من 20 سيارة سعودية تقوم بتفريغ حمولتها عندي، مشيرا الى عدم قانونية هذا النشاط في الاردن والسعودية، لكنه يتعامل بشكل ودي مع الباعة السعوديين وبعيدا عن الرقابة. جانب من السيارات في طريقها لتهريب الوقود شاب يهرب البنزين بجوار أولى محطات الوقود بمحافظة حقل السعودية، اعترف شاب ثلاثيني " فضل عدم ذكر اسمه " بتهريب البنزين على سيارته الخاصة من نوع شاص تويوتا بشكل أسبوعي، حيث يخرج بحمولته 3 مرات في الأسبوع ويصل دخله إلى 1200 ريال. وقال: ابيع 80 لترا من البنزين نوع 95 داخل الأراضي الأردنية عبر خزان وقود السيارة بقيمة تصل الى 5 ريالات، مقابل 62 هللة في السعودية. وأضاف إن هناك العديد من أبناء المحافظة يقومون بذلك باعتبار أنها مصدر دخل، مشيرا الى أنه عاطل عن العمل ولم يجد سوى هذه الطريقة للوصول للكسب المادي. «الرياض» تتابع تهريب الوقود منذ التعبئة وحتى تفريغه في الأردن وأكد أن بعض المهربين لديه أكثر من سيارة يدخل بها بشكل يومي وسيارات أخرى ذات خزانين للوقود، موضحا أن أكثر السيارات المستخدمة للتهريب هي نوع GMC وجيب تويوتا لاتساع خزانات الوقود بالإضافة أن البعض يقوم بزيادة حجمها لدى الورش الصناعية دون أن يتم اكتشافها. واضاف: الجمارك لا تستطيع ايقافنا لاننا نملأ خزانات سياراتنا بشكل طبيعي ونذهب لتفريغها داخل حدود الاردن مع ابقاء كمية محدودة تساعدنا على الرجوع الى الوطن، فالعملية تسير بشكل طبيعي وقانوني، الى أن يتم الدخول الى الاراضي الاردنية. أحد مواقع تفريغ الوقود السعودي في الأردن الجمارك لا تتجاوب لم يقف حد التهريب على المواطنين الذين يفرغون خزانات سياراتهم الخاصة في الخارج، حيث تجاوز الامر الى حملات كبيرة في الخفاء ومنها ما يقع تحت قبضة رجال الجمارك على الحدود، حيث تم كشف محاولة تهريب الديزل عبر 10 شاحنات من أصل ثلاثين شاحنة أخرى كانت قادمة من الرياض للخروج عبر منفذ الدرة وصولا لمدينة العقبة الأردنية، لكن تفاصيل العمليات الكبيرة لم تبح بها إدارة الجمارك التي حاولت "الرياض" عبر إدارة العلاقات العامة الوصول لحجم هذه العمليات وكمياتها وكيفية التصدي لها من خلال خطاب رسمي بناء على طلبهم بتاريخ 2012/9/29 إلا أنها لم ترد. عملية تفريغ البنزين داخل الأراضي الأردنية تاجر أردني يستقبل البنزين السعودي