في هذا اليوم المجيد الأول من برج الميزان الموافق 23 سبتمبر تحتفل بلادنا الغالية بالذكرى الثانية والثمانين لميلاد هذا الكيان العظيم وتوحيد هذا الصرح الشامخ تحت مسمى المملكة العربية السعودية، ولاشك أن الاحتفال باليوم الوطني مع أهميته وتأكيدنا جميعاً عليه إلا أنه يبقى وسيلة وليست غاية، فالغاية المنشودة من تخليد ذكرى هذا اليوم هي استرجاع العبر والأحداث والمواقف والمهم أن نعلم جميعاً ونُعلم أبناءنا ماذا يعني لنا اليوم الوطني؟ اليوم الوطني أيها الإخوة محطة نتزود منها جميعاً بالتمسك بثوابتنا ومرجعياتنا والتي يأتي في مقدمتها دستور هذه البلاد كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين هما دستور البلاد منذ عهد الدولة السعودية الأولى ومنذ الاتفاق التاريخي بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله . ذكرى اليوم الوطني أيها الإخوة تعيد إلى الأذهان رحلة جهاد الأجداد مع قائدهم البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله في جهاد دام اثنين وثلاثين عاماً قدموا فيها أعظم التضحيات ورووا بدمائهم تراب هذا الوطن الغالي في ملحمة جهاد بدأت بفتح الرياض عام 1319ه والتي سجل وسطر التاريخ فيها أعظم البطولات والانتصارات للفارس القائد عبدالعزيز وجنوده البواسل، وانتهت بتوحيد أجزاء هذا الوطن عام 1351 تحت راية التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله محمداً رسول الله). في يومنا المجيد هذا نعلن نحن أبناء المملكة العربية السعودية تجديد الولاء والسمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأننا سنظل على العهد والوعد الذي قدمه آباؤنا وأجدادنا لإخوانهم الملوك ووالدهم القائد المؤسس رحمهم الله . وفي هذا اليوم نتوقف جميعاً عند إنجازات الوطن التي تحققت في عهد الملك المؤسس وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد من إرساء دعائم الدولة وبناء مؤسساتها وما تم من اكتشاف النفط وتطوير عمليات استخراجه وإنتاجه، والتقدم الذي تحقق في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، كما أننا نقف وقفة تعظيم للإنجازات والقفزات التي تحققت للوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وخاصة فيما يتعلق بافتتاح الجامعات وبناء المدن الاقتصادية والتوسع في الصناعات البتروكيماوية. إن إعلان توحيد هذه البلاد في السابع من شهر جمادى الأولى عام 1351ه تحت اسم المملكة العربية السعودية له معانٍ أعمق من وحدة التراب والأرض فهو يشمل وحدة الدين، واللغة، والانتماء، والمصير المشترك، والاحتفال باليوم الوطني له غايات كثيرة من أهمها إظهار وإبراز الوحدة الوطنية بين أفراد الشعب السعودي. في الذكرى الثانية والثمانين ليومنا الوطني المجيد نتطلع جميعاً لمرحلة جديدة وقادمة من البناء والتشييد وأن يكون ما حققناه من إنجازات دافعا ومحركا لنا لمواصلة الإنجاز وتحقيق طموحاتنا جميعاً قيادة وشعباً في سبيل الرقي بهذا البلاد والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة.