حين عرفت الرياضة كنت أرى سمو الأمير هذلول بن عبدالعزيز - رحمه الله - مثل الجبل الضخم بهيبته العظيمة، وكنت أجزم أنه للهلال مثل الأب الذي يثق بابنه ويمنحه حرية الانطلاق، ولكنه يراقبه بقلب الوالد حيث لا يمكن أن يتركه يتألم أو يتوه في وسط المعمعة.. فسموه - رحمه الله - كان يعرف متى يتدخل ويعرف انه حين يفعل تنتهي كل المخاوف. قبل زمن وفي آخر أيام رئاسة الأمير سعود بن تركي للهلال كتبت هنا في هذه المساحة رؤية نقدية لأحد تصريحات الأمير هذلول وذلك وفق ما كنت أرى من هذا التصريح، وفي نفس اليوم شرفني سموه باتصال أبوي حاني راقي بكل ماتحمله الكلمة من معنى، ناقشني نقاش الصديق الوفي، وأوضح لي الجانب الخفي للتصريح بأسلوب الوالد الحاني، وشرح لي بود ماذا يعني له الهلال، وجعلني في مرتبة مازلت أتشرف بها في طابور الكتابة الرياضية. وبعد عام من هذا الاتصال تشرفت بلقاء سموه في إحدى الدول الأوروبية وحين تبادلنا الحديث كنت أتساءل بيني وبين نفسي هل يعقل أن هذا الرمز بتاريخه وحنكته وروعته هو نفسه هذا الذي يتواضع بهذه الطريقة!! الأمير هذلول بن عبدالعزيز، حباه الله سمات التواضع والقلب الكبير، كان للهلال كالخيمة التي تحميه من وهج الأيام، وكان كالغيمة الماطرة التي تمطر كلما أحتاجها الهلال. الأمير هذلول رحمه الله، والد لكل الهلاليين، ظل طوال عمره يؤسس في الزعيم مكارم الأخلاق، ويزرع في أبنائه حب الانتصارات وثقافة البطولات وثقافة احترام الآخرين، حتى غدا هلاله سيداً من أسياد الكرة على مختلف الأصعدة. رحم الله الأمير المحبوب، صاحب القلب الكبير، فو الله أن الحديث في حضرة الموت لايشفي الوجع، ولكن وفاء لهذا الرجل العظيم آثرت الحضور سائلاً الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم عزائي لإخوانه وأبنائه وبناته ولسمو رئيس الهلال ولكافة الهلاليين والأسرة الرياضية في الوطن الغالي.