قبل أن تبدأ المهرجانات والدعاية والإعلانات يجب علينا أن نأخذ في الحسبان المعاملة الإنسانية الراقية ومن ثم المهرجان وما يحويه من عروض.. فلو أن أحداً مسافراً إلى أجمل مكان على وجه الأرض ورأى فيه أروع العروض ووجد هناك معاملة سيئة فلن يفكر أبداً في العودة إلى ذلك المكان مرة أخرى بسبب تلك المعاملة. إذن فالتعامل الإنساني الراقي هو مطلب الجميع.. ولم أحظ أنا ولا أهلي بذلك يوما من الأيام، فلقد كنت مسافرة في الاجازة الصيفية الماضية إلى مدينتي الحبيبة جدة وفي صباح أحد تلك الأيام ذهبنا كعادتنا إلى شاطئ البحر وجلسنا نحن النساء مع كثير من الأطفال وذهب أخي وأبناء خالتي الذين لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة إلى ركوب دباب البحر في جو يسوده المرح والسرور إلا ان أوقات السعادة كعادتها دوماً تمضي سريعاً. فلقد تأخر الأولاد وارتجفت القلوب ولم يعد لدينا صبر فذهبنا بعد عناء إلى ذلك المرسى لنتفاجأ بوجود أبنائنا وعيونهم حمراء متورمة مع صعوبة في التنفس ولكن قلوبنا اطمأنت لرؤيتهم أمامنا سالمين وتيقنا بوجود مشكلة. فالذي حدث هو انهم بعد مضي الوقت المحدد لهم لركوب الدباب لم يرجعوا إلى المرسى تهاونا منهم مما جعل عامل المرسى يدخل البحر ويسترد الدباب بعد رميهم في البحر بعيداً عن الشاطئ ويرجع ذلك العامل إلى مقر عمله بدون تفكير بما سيحل بهم. القصة انتهت ومرت عليها سنة لكن لا أدري لماذا خطرت على بالي في هذا الوقت ربما لأنني لا أريد أن يمر أحد بهذا الموقف. وختاما نصيحتي للمسؤولين بالاهتمام برقي التعامل السياحي قبل الاهتمام بإعداد المهرجانات والعروض. وهمسة أخوية لاخواني الشباب: تعلمون ان احترامكم وتقديركم لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي لا يرضى بالاعتداء على حقوق الآخرين وهو تطبيق تعاليمه في كل حياتكم سواء داخل بلادنا أو خارجها لتعيشوا بسعادة وطمأنينة وسلام.