اليوم الوطني هو يوم غير عادي في ذاكرة أي دولة من الدول، وفي حياة أي شعب من الشعوب، لأن فيه استذكاراً لتاريخ بناء الوطن ووحدته واستقلاله...ولذا فهذا اليوم يوم له قيمته في نفوس أبناء الأوطان كل الأوطان لأنه يضع الإنسان في مسار المقارنة بين الماضي والحاضر بين عصر اللا دولة واللا كيان واللا أمان وعصر الدولة والكيان والأمان فيعلم علم اليقين فضل الله ونعمته على الإنسان. وفي مثل هذه الأيام من كل عام نتذكر في اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر ذلك اليوم الذي يرفل فيه الوطن في عيد ميلاده جذلاً لنترحم على الملك عبدالعزيز وندعو له لأنه القائد المؤسس الذي نظم مناطق الوطن في عقد الوحدة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونحن في هذا اليوم المجيد لا بد أن نربط الحاضر بالماضي لقياس المسافة الحضارية التي قطعها المجتمع السعودي خلال سنوات قصيرة. فأتصور أننا مطالبون بتجاوز الطابع الاحتفالي والكلام المتكرر في وسائل الإعلام في مثل هذا الوقت من كل عام إلى ميدان عملي يعبر عن حبنا الحقيقي للوطن من خلال نوافذ أكثر وعياً وإشراقاً، ولا نجعله يوماً عابراً في مظهرية الأفراح الوقتية وخاصة أنه العيد ال82 ولا تزال الأعياد تترى بإذن الله تعالى. لقد كانت مناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية مناسبة خالدة في تاريخ الأمة ليس بطابع احتفالي أو مهرجان كرنفالي تنتهي بانتهائه المناسبة الوطنية التي لا تتكرر إلا كل مائة عام من عمر الدولة، فقد استطاع صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز بسبب بعد نظره وحسه العالي وهمته المتوقدة على ترسيخ العمق العلمي والثقافي الخالد لتلك الذكرى بمئوية التأسيس فكان ثمرة الإنجاز التاريخي للأجيال بنشر 65 كتاباً عن المملكة العربية السعودية والملك عبدالعزيز منها 13 كتاباً من الكتب التي سبق أن أمر الملك المؤسس بطباعتها على نفقته الخاصة، وشاركت في هذه المناسبة جميع الجهات الحكومية والجامعات ومراكز البحث العلمي بنشر إصدارات علمية عديدة حيث بلغ مجموع ما تم نشره أكثر من 400 إصدار علمي إضافة إلى إلقاء 160 ندوة ومحاضرة وإقامة 60 معرضاً للكتاب والصناعات إلى جانب الأفلام الوثائقية والنشاطات الثقافية الأخرى، وقد شهدت الرياض مؤتمراً علمياً عالمياً بعنوان: (مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام) نوقش فيها ما يقارب مائتي بحث ودراسة بمشاركة المتخصصين والمهتمين في الداخل والخارج، وتلك الإنجازات كانت أضخم تظاهرة حضارية تتعلق بالبحث والنشر في تاريخ المملكة العربية السعودية فرسخت هذه المناسبة الوطنية في ذاكرة الأمة العلمية والثقافية. من هنا فتحويل المناسبات الوطنية إلى أرشيف متجدد للإنجازات الحضارية وللوثائق التاريخية أمر في غاية الأهمية، وهذا اليوم من المناسبات المتجددة في كل عام ولا نعدم الاستفادة منه بطريقة مختلفة تكرّس للوعي بقيمة الوطن، والحقيقة لفت نظري تصريح سمو رئيس هيئة السياحة والآثار بهذه المناسبة حيث قال:» اليوم الوطني مناسبة ليست للاسترخاء، بل هي مناسبة لشحذ الهمم»، وأشار إلى أنه سيزور مع أبنائه إحدى القرى الصغيرة، ليعرفهم على وطنهم، وعلى القرية التي قدم أبناؤها وبناتها الكثير لهذا الوطن. كما أشار إلى تنظيم الهيئة لبرنامج بهذه المناسبة في متاحفها يتضمن فعاليات تجسد تلاحم المواطنين مع القيادة الحكيمة ووحدة البلاد، وزرع روح الولاء والانتماء لهذا الوطن، ونشر الثقافة والوعي بين المواطنين والمقيمين، ودعم وتعزيز الصور الذهنية عن المتاحف، إلى جانب نشر الثقافة المتحفية، وزيادة معدلات زيارة أفراد المجتمع للمتاحف واستفادتهم منها. كما أسعدني مثلاً الإعلان بمناسبة هذا اليوم عن تنظم هيئة الصحفيين السعوديين بمقرها في الرياض، اليوم الثلاثاء 9/11/1433ه ندوة عن «اليوم الوطني ومضامين الإعلام» يشارك فيها نخبة من المتخصصين. عيار21: يقول شاعر الوطن خلف بن هذال: يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود ما يهزك لا زوابع ولا غدر عملا ياوطنا لاتزعزع وحنّا لك جنود البلا نصب فوقه مقابيس البلا