الحملة الأمنية الشاملة التي تشهدها أرجاء بلادنا الغالية أسهمت في الكشف عن الكثير من التجاوزات الخطيرة التي نطالعها يومياً وأظهرت العديد من جوانب التقصير المشترك من المواطنين والجهات المسؤولة، ولعل من أهم الجوانب التي تؤثر على الوضع الأمني وتتسبب في الكثير من الأخطار العمالة المتخلفة التي اصبحت آفة تشكل خطراً أمنياً. فمن خلال جولة «الرياض» على مواقع بمدينة أبها كثرت شكاوى الأهالي من تزايد العمالة المتخلفة وأخطارهم فيها حيث يتخذون من الجبال المجاورة لمسجد العيد الرئيسي بأبها وبجوار موقع الحراج الجديد مكاناً دائماً لهم ينطلقون منها إلى الأحياء القريبة إما بهدف العمل غير النظامي أو التسول أو السرقة، ولعل من المؤسف هو قيام البعض من المواطنين بتشغيلهم طمعاً في أجورهم الزهيدة وهم بالتالي يسهمون في انتشار أخطارهم الجنائية والصحية على أسرهم وأملاكهم.. المواطن محمد الحيدر أوضح بأن منزله المجاور لهذا الموقع قد تعرض للعديد من السرقات والتخريب من هذه المجموعات التي تنتشر في أحياء أبها الشمالية جوار مسجد العيد، وأضاف بأنه يخشى دوماً من أن يطال أسرته وممتلكاته أمور قد لا تحمد عقباها خصوصاً عند غيابه عن المنزل لأداء عمله أو بداعي السفر. وطلب الحيدر من الجهات المعنية تفعيل الدور الرقابي لاستئصال هذه الآفة الخطيرة. من جانبه قال علي حسن العسيري بأن العمالة المتخلفة والتي تنتشر بين المنازل لها مخاطر كبيرة، وأضاف بأنه سمع ذات يوم أنيناً في فناء منزل مما جعله يرتاب في الأمر وبعد البحث وجد أحد المجهولين يصارع الموت جراء اعتداء بعض رفاقه عليه بهدف سرقته، وحذر العسيري المواطنين من خطورة تشغيل مثل هذه العمالة المتخلفة والتي تشكل خطراً دائماً على الأنفس والممتلكات وطالب بضرورة اقامة مراكز أمنية ثابتة جوار مسجد العيد بأبها حيث ان الدوريات السيارة لا تجدي فهم قد درسوا تحركاتها ولهم وسيلة اتصال ورموز معينة يستخدمونها لتحذير بعضهم البعض عند قدوم الخطر إليهم..