دعا صاحب السمو الأمير الدكتور اللواء بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود دارة الملك عبدالعزيز والجهات الحكومية المعنية بتوثيق سيرة شهداء الوطن، وقال في كلمة لسموه بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة: كلنا يذكر جيداً أن صحفنا المحلية الصادرة في يوم عيد الفطر المبارك الأخير ( غرة شوال 1433ه ، الموافق 19 من أغسطس 2012م) طالعتنا بتهنئة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، وزير الداخلية، لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل وذويهم، حيث ترحم سموه الكريم على أرواح الشهداء، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويمد إخوانهم رجال الأمن البواسل في ربوع بلادي الحبيبة، حماة الدين والأرض والعرض، بعونه وتوفيقه وتسديده لأداء واجبهم النبيل. واضاف الامير بندر: عندما تأملت قائمة الشرف تلك، وجدتها مشتملة على نحو مائة وثلاثين فرداً من مختلف القطاعات الأمنية، شملت: الأمن العام، المباحث العامة، حرس الحدود، القوات المسلحة، الحرس الوطني، قوات الأمن الخاصة والمجاهدين. كما لاحظت أن رتبهم العسكرية تفاوتت بين لواء، عميد، عقيد، مقدم، رائد، نقيب، ملازم، رئيس رقباء، رقيب أول، وكيل رقيب، عريف، جندي أول وجندي . بالإضافة لمدنيين من إدارة المرور وغيرها من الإدارات الحكومية المعنية بمساندة القوات النظامية. وينطوي هذا على درس فريد يؤكد أن الكل في خدمة الوطن والدفاع عنه وحمايته من شر الحمقى سواء، بل يتدافعون لنيل شرف الانتصار للوطن أو الشهادة في سبيل الدفاع عنه. ولعمري، ليس في الدنيا شرف أعظم من نيل الشهادة. وقال الامير بندر عندما وقفت على تلك القائمة شعرت بزهو شديد، وفخر لا يدانيه فخر أبداً، بما صنع أولئك النفر الكريم. فاتجهت بقلبي للواحد الدّيان، الذي جعل من أصلاب هذا الشعب الأبي الكريم، فرساناً مغاوير يذودون عن عقيدتنا وثرى وطننا الطاهر وأعراضنا بكل ما يملكون من قوة وجهد وسعة حيلة، ولا يقفون عند هذا الحد، بل يزيدون فيدفعون الروح رخيصة في سبيل هذه الغاية النبيلة.. أما وقد أدى أولئك النفر الكريم واجبهم على الوجه الذي يرضي خالقهم، ويسر أهلهم، ويشرف قيادتهم، فبلغوا قمة العطاء والتضحية، ولم يتفوق عليهم إلا من وهب إلى جانب روحه أهله وماله في سبيل الدين والوطن، من أجل أمننا وراحتنا نحن جميعاً، أما وقد كان الحال كذلك فإن أقل ما يجب علينا من حق تجاههم هو تخليد ذكراهم ورعاية أسرهم وذويهم والدعاء لهم بظهر الغيب أن يجزيهم الله عنا خير الجزاء، ويثبتنا على طريقهم؛ .. شاهدنا اهتمام ولاة الأمر ورعايتهم وعطفهم ومؤازرتهم وغير هذا كثير من مناقب الخير التي تأسست عليها بلادنا الغالية، إذ لم يتركوا حاجة لأسر شهداء الواجب وذويهم إلا استجابوا لها في حينها على أرقى المستويات إدراكاً للمسؤولية وتقديراً لهذا العطاء النبيل؛ ومع هذا، أرى أن ثمة واجباً علينا، نحن أبناء هذا المجتمع الذي من أجله استشهد هؤلاء بالوقوف إلى جانب الدولة في رعايتها لأسر شهداء الواجب وذويهم، كأن نؤسس صندوقاً خاصاً يدعمه كل منّا بما تجود به نفسه الكريمة لاسيّما أن بيننا رجال أعمال موسرين، مشهود لهم بإخلاصهم لعقيدتهم، وحبهم لوطنهم وولائهم لقادتهم ، ومن ثم تستثمر تلك الأموال في مشاريع يخصص ريعها لرفد جهود الدولة في رعاية أسر شهداء الواجب وتأسيس أوقاف لأرواح الشهداء الطاهرة . وقال سمو الامير بندر: أرى بجانب هذا أن ثمة واجباً أديباً أيضًا علينا تجاه هؤلاء الشرفاء الأبرار فنحن كما يؤكد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع دائماً بأننا شعب واحد وأسرة واحدة، لا تفرقة بيننا ولا تمييز، يساعد بعضنا بعضاً، يوقر صغيرنا كبيرنا، ويعطف كبيرنا على صغيرنا، ولأنني أتشرف بانتمائي لقبيلة التعليم أناشد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم طباعة صور شهداء الواجب إلى جانب بطاقة تعريفية تشمل الاسم والرتبة وجهة العمل وتاريخ الاستشهاد في الصفحات الأولى من كل مناهجنا الدراسية التي تطبع أو تعاد طباعتها مجدداً أو على الأقل في كتب التربية الوطنية اعترافاً بفضل هؤلاء علينا جميعاً وامتناناً لما قدموه من تضحيات وبطولات تفوق الخيال وحتى لاننساهم كما عاهدهم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية في معايدته تلك لأسرهم الكريمة وذويهم. وخيراً نفعل إن وضعنا لوحة شرف في مدخل كل دائرة حكومية، تضم أسماء شهدائنا الأبرار وأبطالنا الأشاوس، الذين لقوا الله دفاعاً عن عقيدتنا وبلادنا وأعراضنا وهويتنا الوطنية. واستجابة لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، لتفعيل التعاون بين الدارة والوزارات والجهات الحكومية من أجل خدمة تاريخ المملكة وإثراء مناسباتنا الوطنية المجيدة، أناشد الدارة وكل الجهات الحكومية المعنية للتوثيق لهؤلاء الشهداء الأبرار، فمن قدم روحه فداءً للوطن استحق بجدارة أن يخلد الوطن اسمه في سجل تاريخه المجيد. وختم الامير بندر بقوله: وكل عام.. وطننا بخير.. وأهله يتقلبون في النعيم.. تحفهم رعاية الله وتحفظهم من كل مكروه .