قبل أن تعلن إيران تورطها في القتال الدائر في سوريا بين الجيش النظامي والحر والقبض على عناصر من حرسها القومي، كانت العراق قنطرة العبور، وكذلك لبنان بواسطة حزب الله، وعملية الاكتشاف الجديدة بأن طائراتها وناقلاتها تمر عبر العراق بجسر حربي معروف سلفاً، ولا تخفي روسيا أن أساطيلها وطائراتها للنقل تزود حكومة الأسد بالعتاد العسكري، وطالما هذا بالعرف العام تدخل مباشر لصالح طرف ما في حرب دائرة، ليأتي تمنع حلف الأطلسي بتجاهل الموقف، ثم الكشف عنه وإعلانه، دلالة أن كل الأطراف التي تدعي الخلاف على وفاق تام بجعل سوريا ساحة حرب طويلة.. من يفكر أن حكومة طهران شريك بالحل السلمي يناقض نفسه، فقد حددت موقفها سلفاً أن لا إزاحة للنظام القائم حتى لو دخلت حرباً مباشرة بقوتها كلها، وما يؤسف له أن من وضعها شريكاً ورسولاً للأسد لانتزاع بعض الكلمات المطمئنة يغالط حقائق موقف إيران فهي حليف يدفع فاتورة الحرب، وما لم يأت الموقف الدولي صريحاً ومتوافقاً مع المسؤولية الأخلاقية، فإن إيرانوروسيا وحزب الله قوة مساندة متورطة في عمليات القتل والتجسس والامدادات المادية، والدفاع عن النظام سياسياً ودبلوماسياً.. دول حلف الأطلسي لا تخشى روسيا والصين وإيران، والذرائع التي تتكئ عليها ليست منطقية، فقد خاضت حروباً في العديد من الدول عارضتها روسيا، ومع ذلك نفذت ما تريد عسكرياً، واكتفت روسيا بالرد الدبلوماسي المعتاد وغير الفعال، وفي الحال السوري هناك لعبة تدار باتقان ضحيتها الشعب السوري نفسه، والذي حدد مطالبه بمناطق إيواء وحماية على أرضه، وبعض الأسلحة التي يدافع بها الجيش الحر عن مواطنيه، وليس في الأمر ما يناقض القوانين الدولية، إذا كانت منظمات حقوق الإنسان دانت فعل الأسد وقوته، وطالبت محاكمته في محاكم الجنايات الدولية.. المؤسف أن العراق الذي اكتوى من نظام الأسد، صارت دوافع حكم الطائفة المرتبط عضوياً وروحياً مع إيران، تحول نظامه عدداً مباشراً للشعب السوري، ولا ندري بماذا يبني تصوراته على المستقبل البعيد، فهو يعترف أن لا تحكم سوريا بالأكثرية السنية، أسوة بحكم العراق ذا الأكثرية الشيعية، لأن ذلك سوف يخل بالنظامين العراقي والإيراني معاً، ومسألة بقاء الأسد لا تقررها قوة البلدين حتى لو دام عدة سنوات أخرى، فالرفض جاء عاماً ومن مكونات الشعب السوري كله، وقد يكون المتضرر الأكبر في علاقاته العراق نفسه، وهو ما تؤكده الوقائع الراهنة والقادمة.. عموماً إيران ستذهب بعيداً في نصرة الأسد، ولن يخفف عنها أعباء الحصار رعاية حليف يطوي أوراقه ليذهب بدون رجعة وهو قانون الشعوب عندما تحدد ما تريد!!