كم هو جميل أن تجد مزيجاً ما بين دماء الشباب المفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء وتلك الخبرة الشامخة التي عبرت منتصف الأربعين لتوجه وتحكم وتعطي الأنموذج الصحيح للتعليم.. فهذا المزيج هو سرّ التألق الذي يشهده التعليم الابتدائي ويعقد به العزم، فمن عامٍ إلى عام تتواكب الأجيال ويزداد النشء طلعاً نضيداً. ولكن المثير في الأمر سني الخمسين، وابناؤها المتوالون الذين مازالوا أربابها، يمكثون في التعليم، وهذا ليس عيبا أو نقصاناّ بل قوة وجموحا ولكنهم تعبوا وآن لهم أن يستريحوا، فهم بحاجة إلى أن يجددوا نشاطهم ويعيدوا الرويّة، لدمائهم ولكن بعيدا عن أعباء العمل الشاق في التعليم الابتدائي الذي يخاله بعضهم سهلاً وهو قمة في الجهد والكدح المستمر.. فهؤلاء المربون العظماء لابد أن يكرمهم التعليم بمكأفاة نهاية خدمة مجزية وراتب تقاعدي جيد، تتويجا لعطائهم وهم يغادرون العمل في مضمار التربية والتعليم، معطين الدور لشبابنا المتقد الذي يُؤكِّد نجاحات من سبقهم ويراهن عليهم. فمتى نشاهد القرارات الذهبية التي من شأنها الاحتفاء بمن عملوا لعقود في تهذيب السلوك والتربية وتعليم الابناء أجل العلوم وأنصعها، بأن يكون عطاؤهم نموذجا مشرقا للشباب الطموح، الذي سيتسلم زمام ومهام العمل اليومي في ميادين التربية والتعليم.