عند الانتهاء من تنفيذ اللياسة لسترة السطح وللجسور المقلوبة للملاحق العلوية والأرضية، يتم بعد ذلك التحضير للتعاقد والبدء بتنفيذ أعمال العزل المائي والحراري لجميع الأسطح الخارجية المعرضة للعوامل الجوية. العزل الحراري جزاءً مهماً ومكملاً للعزل الحراري الذي تم تنفيذه للجدران خلال مرحلة الهيكل الإنشائي "العظم" أيضاً العزل المائي يحافظ على المبنى من تسربات المياه لداخله، إن تسرب المياه يلحق الضرر بالأسقف والدهانات والأثاث وهذا الضرر المشاهد أولاً، إن اضرار تسرب المياه والرطوبة له أثر سلبي كبير على حديد التسليح داخل الأسقف مما قد يعرض سلامة المبنى للخطر، وتعتبر لفائف البيتومين "الرولات" من أكثر المواد استخداماً في عزل المياه للأسطح، ولا ينصحباستخدام البيتومين السائل والذي يتم إذابته بالنار، فسلبياته متعددة. يتم عزل الأسطح بنظامين، الأول: نظام السطح التقليدي: حيث تكون طبقة العازل المائي فوق العازل الحراري، وذلك لحماية العزل الحراري من الماء، خاصة عند استخدام مواد عزل حراري فيها نسبة امتصاص الماء مرتفعة نسبياً، في هذا النظام يتعرض العازل المائي للإجهادات الحرارية المتواصلة الناتجة عن التفاوت بدرجات الحرارة بين الليل والنهار وبين فصول السنة المختلفة التي تؤدي لتمدد وتقلص العازل المائي حتى يفقد قدرته على العزل نتيجة الجفاف والتشققات التي قد تلحق به، وهذا يقلل العمر الافتراضي للعزل المائي، ويزيد من تكاليف الصيانة ويعرض المبنى للتسربات. الثاني: نظام السطح المقلوب: وتكون فيه طبقة العازل الحراري فوق العازل المائي، هنا يقوم العزل الحراري بحماية العزل المائي من الاجهادات الحرارية ومن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهذا بالتأكيد يزيد العمر الافتراضي للعازل المائي ويخفض تكاليف الصيانة بدرجة كبيرة، وهذا النظام الذي نوصي به دائماً. يتوفر بالسوق المحلي أنواع متعددة من أنظمة العزل المائي والحراري، يجب الحرص على اقتناء المواد ذات الجودة العالية، على أن يتم التنفيذ من قبل جهة متخصصة، لا سيما أن علاقتنا بمقاول العزل تمتد لعشر سنوات بحسب الضمان المقدم، معظم منفذي العزل يستخدمون مواد ذات جودة عالية، ويبقى الفيصل في الجودة والدقة هي الجهة المنفذة أي الأيدي العاملة. جميع أنظمة العزل الحراري تتمتع بقدرات متفاوتة على عزل الأصوات، مما يسهم كثيراً في الحد من الضجيج داخل المبنى. أنظمة العزل الحراري للأسطح متوفرة بعدة أنواع منها، أولاً: الأنسولايت، والذي يعرف بالبيرلايت، يتم وضع البيرلايت على السطح مباشرة ويخلط مع الإسمنت والماء، بعد أن يجف يتم تنفيذ العازل المائي عليه، ثانياً: ألواح البولسترين "الفلين المبثوق" والمخصصة للأسطح وتعتبر من أفضل أنظمة عزل الأسطح، يتم عمل خرسانة رغوية للميول باتجاه نقاط تصريف مياه الأمطار، بعد ذلك ينفذ العازل المائي، وتوضع طبقة فاصلة من النايلون على العزل المائي، توضع ألواح الفلين، ويتم تغطيتها بطبقة من نسيج الألياف، ثالثاً: ألواح الصوف الصخري: من الأنظمة الجيدة لعزل الجدران إلا أنه يعاب عليها امتصاص الماء بنسبة كبيرة مما يقلل فاعليته بالأسطح، رابعاً: البوليوريثين: هذا النظام يوفر عزلاً مائياً وحرارياً في الوقت نفسه، يتم تنفيذه وضخه بواسطة مكائن ومعدات خاصة وينصح بتنفيذه للأسطح التي يتوفر بها ميول. في جميع أنظمة العزل الحراري والمائي للأسطح، لا بد من توفر ميول باتجاه نقاط تصريف المطر، ويتم عمل الميول باستخدام الخرسانة الرغوية، والتي توفر الميول المطلوب وتمتاز بخفة الوزن، علماً بأن الخرسانة الرغوية لا تعتبر نظاماً للعزل للحراري، في حال عدم وجود ميول باتجاه نقاط تصريف مياه الأمطار فعندما تتسرب المياه من خلال البلاط فإنها تبقى محتبسه بين البلاط وطبقة العازل المائي وهذا سيكون له أثر سلبي بالمستقبل، ووجود الميول يضمن تصريف المياه أولاً بأول. يعمل العزل الحراري على الحد من التشققات داخل المبنى، فحين يحدث التمدد والتقلص المفاجئ في عناصر المبنى التي لا تتمتع بالمرونة الكافية لمقاومة هذا التمدد والتقلص السريع عند حدوث الصدمة الحرارية، تتعرض المباني المكيفة بشكل يومي لهذه الظاهرة الطبيعية، ويعتمد تأثر المباني بالصدمة الحرارية على نوع المواد المستخدمة "العزل الحراري" من حيث الموصلية والسعة الحرارية، إن توفير الاستقرار الحراري داخل المبنى باستخدام نظام عزل حراري جيد، يقلل كثيراً من نفقات الترميم للمباني، ولا شك أن أعمال الترميم تستنزف كثيراً من الأموال.