فاصلة: «ليس ثمة جمال حيث تسود الفوضى» - حكمة يونانية - يعتبر تقرير مؤشر مدركات الفساد Corruption Perceptions Index - CPI واحداً من أهم النشاطات البحثية التي تصدر عن منظمة الشفافية الدولية، ويهدف بشكل أساسي إلى ترتيب الدول المشتركة فيه بحسب المستوى المقدّر لقبول الرشاوى لدى السياسيين وموظفي القطاع العام فيها. وتقدر الأضرار الناجمة عن استشراء الفساد عالمياً، بما يقارب ال 400 مليار دولار سنوياً، وما ينتج عن ذلك من تأخر في عملية التطور في مجالات التعليم والبُنى التحتية للدول النامية. وقد قامت منظمة الشفافية الدولية بإعداد تقرير علمي عن مدى استشراء الفساد في الدول المشتركة في التقرير والبالغة 146 دولة، وتم تحديد مستوى الشفافية الأعلى أي النقاء من الفساد بعشر درجات؛ بمعنى أن دولة كفنلندا حصلت بالفعل على 9,7 من 10 درجات وبذلك هي أقرب إلى البعد عن الفساد، أما دولة بنجلاديش فقد حصلت على 1,5 درجة، مما يدل على مدى انتشار الفساد. وفما يتعلق بموقع البلدان العربية من الشفافية والبعد عن انتشار الفساد في العام الماضي كما ورد في التقرير، فإن 6 دول فقط من 18 دولة عربية كانت متوسطة في درجة الشفافية هي عُمان 6,1، الإمارات 6,1، البحرين 5,8، الأردن 5,3، قطر 5,2، تونس 5 من 10 درجات، أما بقية الدول العربية فقد حصلت على درجة أقل من 5، وهي على التوالي تنازلياً الكويت 4,6، السعودية 3,4، سوريا 3,4، مصر 3,2، المغرب 3,2، الجزائر 2,7، لبنان 2,7،ليبيا 2,5، فلسطين 2,5، اليمن 2,4، السودان 2,2، العراق 2,1 من 10 درجات، منها 7 دول يتراوح مستواها المتدني بين 2 - 3 من 10 درجات. لدينا دراسة انتهى مجلس الشورى من إعدادها عن (الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد والرشوة) ولكن لم تطبق نتائجها بعد. إننا مطالبون بعدم السكوت عن أي فوضى أو فساد إداري،فالسكوت هو قبول للجرائم التي يذهب ضحيتها المواطن الذي لا يملك وسائط غير مشروعة لاختراق القوانين . في مختلف القطاعات توجد الواسطة التي تختلف عن الرشوة لكنها جزء من الفوضى الإدارية التي سنبدأ بعض أمثلتها بعد غد بإذن الله، في قطاعات عدة تتدخل الواسطة التي تحبط الإنسان الذي تعلم أن حقه لا يضيع وفرصته لا تذهب لغيره ممن لا يستحق ولعلنا تحديدا سنتحدث عن مشكلات ملحة لمنسوبات رياض الأطفال،هذه المرحلة الهامة في تعليم النشء .ربما سنتعرف على المسؤول عن الأوضاع الفوضوية في هذا القطاع !! [email protected]