فاجعة كبيرة هزّت القصيم حين فقدت خمسة من أبنائها الشباب دفعة واحدة في غرق بوادي لجب، حين انشقّت السماء فجأ عن مطر داهم ودفعهم الوادي للغرق، هذه القصة التي استمع إلى تفاصيلها أمير القصيم فيصل بن بندر من فم الناجي الوحيد فهد الذياب كانت مؤلمة وفجيعة كبيرة. فتيان بسنّ الزهور تخطّفهم الغرق وهم عبدالسلام الخضير وعبدالله الشعيبي وعبدالله الجبر وحسام المحيميد وإبراهيم الدبيبي، رحمهم الله، وجبر كسر أهاليهم. ارتبطت أماكن الترفيه خاصة في منطقة الجنوب بمناطق وعرة، المرتفعات والطرق المخيفة والوديان التي يمكن أن تدفعها الأمطار فجأة لتكون ألسنة للغرق تأكل كل من حولها. وبعد أن نترحم على المفقودين ونؤمن بأن ما جرى هو قضاءٌ وقدر غير أننا لابد أن نناقش الأسباب، حفاظاً على الأرواح مستقبلاً من تكرار مثل هذه المأساة. الكثير من الدول التي تحتفظ بمساحة للسباحة أو للسياحة أو للترفيه تجهّز قوة ليست بالضرورة أن تكون أمنية وإنما إنسانية للتعامل مع أي خطر قد يحدث، مثل ضياع طفل في غابة، أو ابتعاد في الشاطئ عن المكان المسموح، أو القرب من واد خطر أو التسلّق لجبال وعرة، كل هذه الأخطاء التي تحدث مع السائح وهو في حالة نشوة بالمكان والاستجمام يمكن أن تتعامل معها تلك القوة الإنسانية. الدفاع المدني لديه مسؤولية وكذلك الشرطة المجاورة لمثل هذه الأماكن، أن تنبّه وأن تضع الإرشادات وأن تجبر الناس على البعد عن الخطر مهما كان مستوى ممانعتهم أو عنادهم فحياتهم أولى. الغريب وقبل أيام من حادث وادي لجب أني شاهدتُ تقريراً على إحدى القنوات عن هيلوكوبتر أميركية تطارد شباباً قرروا السباحة في أحد الفيضانات في الولاياتالمتحدة، وأجبرتهم بالقوة على الخروج فوراً. هذه التدخلات السريعة بالقوة واجبة ضد أي أحد أو عائلة تدخل إلى أماكن الخطر أو الغرق أو السقوط، وهي من مسؤوليات الدولة، فالقوة هنا لصالح الإنسان وليست ضده. وهي ليست قوة بوليسية إجرامية، بل قوة تمنع الإنسان أن يكون خطراً على نفسه. بآخر السطر؛ الشباب الذين رحلوا عن دنيانا لهم الرحمة، وهذا الدرس من الغرق برسم المسؤولين ووزارة الداخلية تحديداً أن يكون التعامل مع مثل هذه الأخطار والكوارث محل دراسة وتأمل لتفعيل جهاز إنساني أو أمني لحفظ الناس من أماكن يجهلونها ويجهلون التعامل معها أيضاً.