أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن عملية الإصلاح في العالم العربي ضرورية وأصبحت مسؤولية مهمة ورئيسية إذا كان لنا أن نضمن للأجيال القادمة حياة أفضل ودورا على المسرح العالمي مشيرا إلى أن النتائج الايجابية المشجعة لخفض الفقر في الدول العربية التي أوردتها العديد من التقارير الدولية كانت ثمرة مباشرة للاهتمام الذي توليه المجتمعات العربية للقضاء على الفقر في الوطن العربي . وقال ان هذه النتائج انعكست في قرارات القمم العربية من بيروت إلى الجزائر وقرارات مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والتي أولت جميعها القضايا المتصلة بظاهرة الفقر أهمية قصوى باعتبارها بندا دائما في جدول أعمالها وتكليف الامانة العامة بالمتابعة والتنسيق مع الدول الأعضاء لوضع استراتيجيات وبرامج عملية على المستوى العربي من معالجة ظاهرة الفقر. جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أمام مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية والتخطيط العرب الذي يعقد بالتعاون بين الجامعة العربية وبرنامج الاممالمتحدة الانمائي بمقر الامانة العامة للجامعة بهدف التحضير للقمة العالمية الثانية للأهداف التنموية للالفية والتي ستعقد بالأمم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر المقبل .ووأوضح أن الاهداف الانمائية للالفية في البلدان العربية تحظى الان باهتمام واسع من قبل الحكومات والعالم العربي وأشار إلى أن قضايا التماسك الاجتماعي في المجتمع العربي وخاصة الفقر وإنهاء مظاهره كانت محورا مهما لمناقشات القمة العربية الاخيرة في الجزائر . ونوه بما أصدرته القمة من قرارات تتعلق بتفعيل السياسات والبرامج الرامية إلى الاندماج الاجتماعي والارتقاء بأوضاع الانسان العربي وفي مقدمتها تحقيق المساواة في المجتمع وحماية حق المواطن وتمكين المرأة وضمان مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على قدم المساواة مع الرجل وسن التشريعات والقوانين التي تكفل هذه الحقوق وتضمن دورها كاملا في حياة المجتمع العربي وهو ماورد في إعلان الجزائر الذي أكد ضرورة تحقيق التقدم الاجتماعي في جميع المجالات ومن قبله في قمة تونس في وثيقة الاصلاح والتطوير والتحديث . وأضاف أن التقدم نحو تحقيق الاهداف التنموية في الدول العربية والوصول إلى الغايات المرجوة في مطلع عام 2015 متاح عربيا إذا ضاعفنا الجهود القائمة وقمنا بالتعديل الضروري ببعض السياسات المرتبطة بهذه الاهداف . ودعا إلى ضرورة اتباع سياسات أكثر انحيازا للمرأة وأن ترتكز سياسات التنمية على الانسان ليكون محورها ومحركها .. مضيفا أن هذه ستكون عوامل حاسمة للنجاح لتحقيق ما تصبو إليه الامة العربية من تقدم وأكد أن تنفيذ البرامج المرتبطة بتحقيق الاهداف التنموية للالفية تتطلب عقد شراكات فاعلة على المستوى القومي والوطني والدولي الامر الذي يستدعي رسم مسارات أو اتجاهات التنمية وطنيا وإقليميا وتحديد أولوياتها . وأوضح أن الاعلام العربي للاهداف التنموية المعروض أمام المؤتمر اليوم يمثل تحديا للمبادئ الاساسية التي تحكم توجهات دول المنطقة بهدف إنجاز أهداف التنمية وضمان استدامتها وأيضا ضمان حصولها على نصيبها المشروع في موارد التنمية استثمارا وتمويلا ومساعدات .