يعد المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر أول معهد متخصص في الشرق الأوسط للتعدين، حيث جاء ليمثل خطوة تنمية صناعية لمنطقة شمال المملكة ولشركة معادن التي تعتبر شريكا استراتيجيا مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالتعاون مع جامعة ميزوري الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا؛ مما سيكون له دور في توطين المؤهلات البشرية من شباب الوطن، بعد اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مدينة وعد الشمال الصناعية. وقال عدد من الاقتصاديين: المعهد يعد من المعاهد التي تهتم بالثروة التعدينية ووجوده في منطقة تتوافر فيها الثروة التعدينية يدعم تنمية الوطن، ويعزز دخل الفرد واستقراره. د. السلطان: على مؤسسة التدريب أن تبذل جهداً أكبر في صياغة برامج المعهد يوقف الاستقدام وأكد المستشار الاقتصادي الدكتور إحسان بو حليقة أن المعهد يمثل بوادر مشروع ضخم ومتخصص في تنمية الثروة التعدينية، وله أهمية كبيرة في تدريب وتهيئة الكوادر الوطنية من المواطنين، خاصة في الحدود الشمالية، كما أنه يجلب الفرص الاستثمارية للمنطقة وينشط صادرات المملكة لتحل محل العديد من الواردات التي تجلب حالياً من الخارج. وأضاف: يعد هذا الخيار صناعيا استراتيجيا، وجميع فرص العمل ستكون في هذا القطاع، مؤكدا أن قطاع التعدين هو محور التنمية في الشمال من خلال مشروع مدينة وعد الشمال الصناعية التي تدعم وجود معهد لخريجين فنيين يحصلون على درجة فنية تؤهلهم لإكمال الدراسة في الجامعات، وقد يرتبط المعهد بطريقة أو بأخرى بجامعة الحدود الشمالية. د. بوحليقة: المعهد يغني شركات التعدين عن استقدام العمالة المدربة وأشارالى أنه لا بد أن يكون هناك ترتيب من أجل منح درجات بكالوريوس وماجستير لأبناء المنطقة والوطن، بناء على شراكة بين وزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة معادن. وأكد بو حليقة أن الهدف من هذه المشاريع استثمار الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها وفتح فرص عمل مناسبة. د. الشليخي: مخرجات المعهد ذات جودة عالية.. وتضمن فرص عمل للشباب وأضاف أن مدينة وعد الشمال تعد نواه لتنمية اقتصادية ونمو استثماري كبير في الحدود الشمالية واستقطاب شركات القطاع الخاص والعام بالإضافة لشركة معادن للفوسفات مما قد يحد من بطالة الشباب، فليس مطلوب تنمية اقتصادية تستقدم عمالة وافدة، وهذا هو الهدف من تأسيس المعهد السعودي الذي سيقوم بتخريج دفعات، مما يساعد على الاستقرار ورفع الدخل، وهذا هو المقصد من هذه المعاهد التي تدعم المشاريع العملاقة بكوادر وطنية مؤهلة. ترقية البرامج د إحسان بو حليقة ويؤكد الأكاديمي والكاتب الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن محمد السلطان أن إنشاء المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر يتزامن مع إنشاء مدينة وعد الشمال الصناعية حيث يعد استجابة فيها الكثير من الحيوية من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلا أن عليها أن تراعي أن التدريب في وحدات المؤسسة يعاني من تدن في مستواها، وبالتالي يجب أن تبذل جهدا أكبر في صياغة برامج هذا المعهد وضمان ارتقائها إلى المستوى المقبول ليتناسب مع المهارات المطلوبة في فرص العمل التي ستتاح في مدينة وعد الشمال، كما يجب أن يكون هناك تنسيق تام بين المؤسسة وبين شركة معادن لضمان أن تكون البرامج المنفذة في هذا المعهد متطابقة مع الاحتياجات الفعلية للمشاريع المزمع إقامتها في المدينة، من خلال مشاركة "معادن" في صياغة البرامج، والإشراف عليها واختيار الطلبة المقبولين، مقابل التزامها بتوظيف مخرجات المعهد مما يضمن أن يصبح مصدرا رئيسيا لتأمين القوى العاملة المطلوبة للمشاريع المزمع إقامتها، فيغني الشركات عن الحاجة إلى الاستقدام بحجة عدم توافر الأيدي المؤهلة والمدربة محليا، بالاضافة الى زيادة قدرة المعهد على استقطاب نوعيات جيدة من الطلاب. د عبدالرحمن السلطان وأضاف: في ظل التوسع في القبول بالجامعات أصبحت وحدات المؤسسة العامة للتدريب التقني تعاني من تردٍ في نوعية مدخلاتها حد من قدرتها على تطوير مخرجاتها وبالتالي لن تجد قبولاً في سوق العمل، ولو تم ضمان فرص عمل جيدة بعد التخرج للملتحقين في معهد التعدين فسيكون قادراً على منافسة الجامعات على استقطاب أفضل الطلاب، وسيكون في وضع مختلف تماما عن وضع وحدات المؤسسة الأخرى التي تعاني من محدودية رغبة الطلاب في الالتحاق بها. ولفت السلطان إلى أهمية الإشراف التي جاءت مشتركة على برامج المعهد من قبل المؤسسة وشركة معادن لكي لا يكون لأحد حجة في عدم قبول مخرجات المعهد من قبل مشروعات الشركة في مدينة وعد الشمال الصناعية، مبيناً أن إنشاء مدينة وعد الشمال خطوة رائدة ومهمة ضمن منظومة تحقق التنمية المتوازنة في المملكة. د محمد الشليخي وقال: بيئة المملكة الصحراوية تعني محدودية الموارد في أي جزء من أجزاء البلاد، وبالتالي فإنه يتحقق استغلال أكفأ لهذه الموارد المحدودة عندما يتم بأسلوب متوازن على نطاق البلاد بشكل عام، كما سيسهم في حل الكثير من المشكلات المتفاقمة في مدننا الرئيسية كمشكلة الإسكان والاختناقات المرورية، وهو السبيل الوحيد للحد من الهجرة الداخلية للمدن الرئيسية ويؤمل أن تؤدي إلى هجرة عكسية منها. وأكد على أن نجاح ذلك يتطلب تضافراً وتكاملاً في جهود مختلف الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، وإنشاء مدينة وعد الشمال ومبادرة التدريب التقني إلى إنشاء معهد للتعدين مثال جيد لهذا التضافر في الجهود متى ما نسقت بشكل تام يضمن نجاحها ويحقق المرجو منها. ثمرة تعاون وأوضح مدير تطوير الأعمال في المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر الدكتور محمد قياض الشليخي أن المشروع ثمرة جهود وتعاون بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة معادن كأول معهد للتعدين في الشرق الأوسط فيما تشغيله سيكون بالتعاون مع جامعة ميزوري ليكون أول مشروع علمي فعلي بشراكة نوعية مع إحدى الجامعات الأمريكية على مستوى المملكة. وأضاف: كل ذلك يهدف إلى مخرجات ذات جودة عالية، وصناعة فرص عمل أمام الشباب ، وتوطين الوظائف، وبالتالي توفير مئات الملايين التي تحول للخارج بسبب وجود العمالة الوافدة مما يؤدي إلى دعم الاقتصاد الوطني. وقال: بعد إقرار المعهد وفتح جامعة ميزوري فرعا لها لتكون الجامعة المشغلة، أسند الإشراف على المعهد الى مجلس إدارة مكون من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني و شركة معادن، وقد استقبل طلبات الالتحاق في بداية شعبان واستمر حوالي شهر وسوف تتم مقابلة المرشحين للتوظيف والدراسة خلال الأيام القادمة، حيث كونت لجنة من المعهد ومندوبين من الشركات المختلفة لمعادن للوقوف على حسن الاختيار، وسيكون المعيار هو معدل درجات القدرات التحصيلي واللغة الإنجليزية والثانوية العامة، ولكل متقدم حق الاعتراض إذا رأى أن هناك طالباً قبل بالخطأ أو بطريقة أخرى وهو أقل منه درجة. وأضاف: سوف تعلن أسماء المقبولين للترشيح قريبا حيث سينتسبون إلى ثلاثة تخصصات بعد دراساتهم اللغة الانجليزية، وهي التعدين في باطن الأرض، والتعدين السطحي، والتشغيل، وسيقضي المتدربون أو الموظفون سنتين دراسيتين، وفصلا تدريبيا آخر، بعد ذلك يمنحون درجة الدبلوم في أحد هذه التخصصات.