أود أن أستهل كتابة هذا العمود عقب عطلة العيد بتقديم التهنئة للقراء : " كل عام وانتم بخير " راجيا أن تكونوا قد أمضيتم عطلة سعيدة. كما يطيب لي أن ابحث في قصة شغلت بال كثير من السعوديين هنا وفي المملكة المتحدة ألا وهي القرار الذي اتخذته إدارة الجوازات التابعة لوكالة الحدود البريطانية بسحب التصريح من جامعة لندن ميتروبوليتان لإصدار تأشيرات دراسية للطلبة الأجانب . أعلم أن طيفا واسعا من القراء يشعر بالقلق إزاء هذا الإجراء، لاسيما تداعياته على الأصدقاء والأقارب أو الأبناء المنتسبين لهذه الجامعة، فضلا عن أولئك الذين يخططون للدراسة في بريطانيا والذين قد يهمهم أن يعرفوا مغزى القرار. إن الفحوى الأساسي للقرار هو أنه لن يسمح الآن للطلبة الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي بالدراسة في جامعة لندن ميتروبوليتان. وبالرغم من انه لم يكن من السهل على وكالة الحدود البريطانية اتخاذ مثل هذا القرار، إلا انه كان الحل الوحيد عقب اكتشاف الوكالة بأن الجامعة لا تقوم بواجباتها على نحو سليم تجاه طلابها وتجاه الحكومة البريطانية. وحيث إنني كنت شخصيا طالبا في فترة من الفترات، فإنني أعلم بما يشعر به الطلبة في الجامعة من إحباط وريبة مما سيأتي بعد ذلك. وبوسعي أن أطمئن الطلبة المنتظمين في الجامعة بأن الحكومة البريطانية والجامعات البريطانية لن تدخر وسعا في مساعدة الطلبة الذين تأثروا من جراء هذا القرار. كما أن السفارة السعودية في لندن لا تألو جهداً في مساعدة الطلبة السعوديين من اجل العثور على كليات أخرى لمتابعة دراساتهم الجامعية. الأهم من ذلك، أن على الطلبة السعوديين ألا يقلقوا أبدا لأنه لن يطلب منهم مغادرة المملكة المتحدة، بل سيتم الاتصال بالطلبة كل على حدة وتقدم لهم النصيحة والمشورة بشأن الخطوات التالية مع منحهم مدة ثلاثة أشهر لإيجاد جامعة بديلة. أما بالنسبة للطلبة الذين يفكرون في الدراسة بالمملكة المتحدة في المستقبل، فأود أن أطمئنهم بأن هذه المشكلة تخص جامعة واحدة بعينها دون سائر الجامعات الأخرى. إن التعليم في المملكة المتحدة يأتي في صدارة الأولويات، وهو أمر مشترك مع المملكة العربية السعودية. لدى المملكة المتحدة ثلاث جامعات تصنف ضمن أفضل عشر جامعات في العالم وتقدم تعليما من الطراز العالمي يفوق جميع البلدان باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية. أعلم أن هذا الأمر يسبب إحباطا وخيبة أمل للطلبة الذين تأثروا بالقرار، ولكنني أؤكد بأن على الحكومة البريطانية واجب التعامل مع أي خروقات للقوانين بالشكل الملائم وذلك حفاظا على المعايير والمستويات التعليمية العالية التي يحق للمملكة المتحدة أن تفخر بها. تضم الجامعات البريطانية نخباً متنوعة من الطلبة وتستقبل سنويا حوالي 3 آلاف طالب أجنبي من مختلف أنحاء العالم. وقد حضر المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي أقيم في الرياض ما يزيد على 70 جامعة من المملكة المتحدة . ولا شك في أن المملكة المتحدة بلد مضياف ومفتوح لاستقبال أعداد كبيرة من السعوديين الذين يشعرون بالراحة والاطمئنان. وإنني على يقين بأن أعدادا كبيرة من الطلبة السعوديين سوف يؤمون المملكة المتحدة لمتابعة دراساتهم في بلدهم الثاني. ولا يسعني في هذا الصدد إلا أن أقول لهم : "أهلا وسهلا". * السفير البريطاني لدى المملكة