كأن بحار الدنيا قد تجمعت في أعماقي، فلم أعد أستطيع السباحة إلى الأعماق والغوص لاكتشاف ما بداخل هذا السم من دماء.. وانتشال قلبي وما بداخلي من مشاعر متضاربة... أنواع شتى في أعماقي.. في فكري.. في أحاسيسي.. لا أستطيع حصرها.. في داخلي خير وشر.. فرح وحزن.. حب وكراهية.. ويعلو وجهي ابتسامة ضاحكة وحاجبان عابسان.. نفسي كطفل صغير يحتاج لمن يضمه لصدره، باحثاً عن عناية بالغة، ومداراة دائمة حتى تستطيع الوقوف على أقدامها وتثبت على الأرض، يجب أن أغذي هذا الطل لينمو ويترعرع ليستطيع اكمال مشوار الحياة الطويل التي بدأتها من الصغر.. فيا ليتني أعلم ماذا بها؟ وماذا تخبئ لي يا تُرى؟ أو ماذا يحوي لي ذلك المشوار المخيف؟ إني مخلوق ضعيف يسير في حياته كسائر المخلوقات، يتغذى ويتسلى.. يسير باحثاً عن النور.. يقف فجأة إذا قابله الظلام شخصيتي كنهر جار يقطع الآهات ويعبر السواقي ويجوب البلدان كأنه تارة يحس بما سيواجهه من مصاعب وعوائق ومحن.. وتارة يتوقف في الأنهار تحتجزه السدود لا يعلم ما الذي سيحدث له؟! وما الذي سيكون؟!! أفكر قبل المسير وأتهيأ ولكن وبدون سابق إنذار تحيط بي بعض الظروف، أحياناً أتغلب عليها وأشبث أظافري فيها وأتابع سيري، وأحياناً لا أكاد أواجهها حتى أسقط فاشلاً أمامها مع أنني قد احتاط وأحذر منها. نعم هذه هي النفس البشرية