يا لحزن قد تجدّد اشتعل في النفس وتوقّد بسهامه صوّب وسدّد والفرح من القلب تبدّد لم نكد.. نستفيق من فجيعة رحيل الشقيقة «سعاد» العام المنصرم حتى رزئنا وفجعنا برحيل أخي «عبدالرحمن» رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه. أيها الحزن ارتحل يكفي ألماً ما أجد قلبي لم يعد.. يحتمل يكفي.. يكفي لا.. تزد كانت النية والعزم أن نجتمع في إفطار وسحور عائلي.. تلقيت رسالة من العزيزة «أم ياسر» تحثني على المجيء وحضور «جمعة يوم الخميس» أرسلت لها عبارة «الله لا يعوق بشر»!! اتصال من العزيزة «أم عادل» يوم الأربعاء.. تنعي لي رحيل أخينا «عبدالرحمن» وتحول تواجد الخميس من أنس وفرح إلى تواجد عزاء يخيّم عليه الصمت البهيم إلا.. من دعاء ورجاء بأن يرحم الله الراحل ويجعل مثواه الجنة. قد.. أعاقنا «شر» أليم مشيئة رب عليم سبحانه من حكيم عظيم بدّل حالاً ب حال رحلت أختي سعاد مساء يوم الأربعاء ورحل أخي عبدالرحمن مساء يوم الأربعاء.. يا مساءً مثقلاً بالهموم يا كدراً تجلى يوم الاربعاء غيمة في سمائي غيوم أمطرت عناءً وشقاء رحمك الله أخي «عبدالرحمن» لقد كنت كريماً.. جواداً.. مضيافاً يفرح بمن يأتيه ويبهج بمن يزوره.. لكنه في ذات الوقت لا يريد أن يكلّف أحدا بزيارة له بل إنه دائماً يُزيل الحرج عمن منعته ظروفه لزيارته ويؤكد مراراً وتكراراً إن الاتصال به والسؤال عنه يكفيه انه يعطي العذر دائماً لا يتشرّه ولا يعاتب.. ابداً.. فاتحاً للضيف بابه مهلياً مرحباً يبدي في لطف عتابه من جاءه متكلفاً ويشاء الله ويقدّر أن يُنهك الجسد ويتعثر الجواد فيثقل اللسان ويخفت الصهيل.. فيكون طريح الفراش أسيراً لأسّْرة المستشفيات.. وللأطباء ملازماً.. ورفيقاً.. صابراً محتسباً. زرته وهو مريض والنفس عليه جازعة سألت الله ان يفيض برحمته الواسعة قبّلته في جبينه والعين مني دامعة رجوت الله ان يعينه ويسبغ عليه العافية ولكل أجل كتاب إنك ميت وإنهم ميتون واختاره الله إلى جواره في العشر الأول من رمضان المبارك عشرة الرحمة وهو عبدالرحمن ليرحل عن دنيانا.. رحل في شهر كريم شهر الرحمة والغفران سألت الله الكريم أن يغفر لعبدالرحمن وأن يعتقه والمسلمين من لظى حمى النيران ويأتي العيد موشى بأحزاني.. اغتسل من سحابه مطراً وأغترف من مرارته ألماً.. استطعمناه مذاقاً حارقاً.. بالأمس «سعاد» واليوم «عبدالرحمن» أوراق تتساقط في خريف موجع مؤلم. أي عيد أرتجيه أي لبس أرتديه أي فرح أبتغيه بفراق الأحبة ضيقة في الصدور لا فرح لا سرور اسأل رب غفور إنا.. إليه راجعون رحم الله أخي عبدالرحمن ورحم الله أختي سعاد ورحم الله كل الأحبة الذين فجعنا برحيلهم وأبكانا فراقهم وآلمنا وأوجعنا سفرهم الأبدي.. اللهم اسكنهم فسيح جناتك واجعلهم وموتى المسلمين في الفردوس الأعلى من جنانك آمين يا رب العالمين. أحسن الله لنا العزاء والصبر على الابتلاء والرضاء بالقضاء إنا به مؤمنون وصلى الله وسلم على نبينا محمد وكل عام وأنتم بخير.