الخضروات والسرطان ترد لنا في «عيادة الرياض» ليوم الثلاثاء العديد من الطلبات والتي تسأل عن دور الخضروات والفواكه الوقائي والعلاجي وما هو العنصر الحقيقي الكامن في هذه المواد الغذائية لذلك سوف نناقش كل نوع من النباتات وذكر ما يحتويه كل نبات وتأثيرها على العضو من اعضاء جسم الإنسان وطرق استخدامه. إن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى أساسا الى احتوائها على مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور ونمو الخلايا السرطانية، حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان، ومن الأمثلة على ذلك: 1- نباتات الفصيلة الصليبية: وتمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على زيادة فعالية الانزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة الى الجسم، كما تشتمل على مركبات اندول - 3 - كاربونيل، والتي تؤثر على استقلاب وايض الاستروجين لدى الإنسان، بحيث ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي من الاصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالاستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم لدى النساء. 2- نباتات الفصيلة الزنبقية: تمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل الدياليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة، وذلك من خلال منع التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم التقليل من كمية النيتريت اللازمة للتفاعل مع المركبات الأمينية الثانوية الضرورية لانتاج مركبات النيتروزو أمينات، اذ يعتقد ان لها تأثيرا مسرطنا بالأخص على المعدة. 3- الحمضيات: تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك (فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما يعتقد ان لفيتامين (ج) دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز امينات المسرطنة كذلك فإن الحمضيات تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين، والتي تعمل على تنشيط انزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات المسرطنة. 4- الخضروات الورقية: تحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل كمانعة للتأكسد ولها القدرة على ربط الجذور الحرة التي تتسبب في النموات السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين ضروري لتصنيع الاحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد انها محل للنموات السرطانية. 5- الخضروات والفواكه الصفراء: مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين والمانجا والبايا والشمام، وهي تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا - كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة كما ان قابلية البيتا - كاروتين للتحول الى فيتامين (أ) اكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، لما يقوم به فيتامين (أ) من دور في عمليات الانقسام والتمايز للخلايا الطلائية (الابثيلية) ذلك ان الخلايا السرطانية تتميز باضطراب في هذه الانقسامات واختلالا، وبالاضافة الى ذلك فإن الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من الفاكروتين والتي تقوم بدور مماثل للبيا - كاروتين ولكن بكفاءة اقل.