على مدى الفترة الزمنية القريبة الماضية صدر العديد من دواوين الشعر الشعبي لعدد من الشعراء الجدد .. وصدر أيضاً العديد من مؤلفات تجميع الشعر الشعبي بعضها جزء واحد والبعض الآخر مجموعة أجزاء، أشهرها مجموعة الأستاذ منديل بن محمد الفهيد يرحمه الله ( من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ) ومجموعة محمد سعيد كمال يرحمه الله ( الأزهار النادية من أشعار البادية ) وكل ما تحويه من قصائد لشعراء رجال؛ إذا ما استثنينا محتوى الجزء الثاني من مجموعة منديل الفهيد، نبحث عن دواوين الشاعرات ولا نجد إلاّ القليل جداً، نبحث عن قصائد الشاعرات في مؤلفات التجميع ولا نجد إلاّ القليل أيضاً، الشعراء هم الأكثر تواجداً سواء في الدواوين الفردية أو في مؤلفات التجميع ، أين يجد الباحث أو الدارس ما يريد في ما يخص الشعر النسائي .. منديل الفهيد في مكتبة الشعر الشعبي كتابان قيمان كل محتوياتهما شعر نسائي وقصص . الكتاب الأول: ( شاعرات من البادية ) للأستاذ عبدالله بن ردّاس متعه الله بالصحة والعافية، جمع فيه نماذجَ متعددة من قصائد بنات البادية، وهذا هو الأبرز في هذا المجال، قال مؤلفه ضمن مقدمته: ( لقد مكثتُ أكثر من عشر سنوات في جمع هذه النماذج القليلة، ذلك أن شعر النساء يحاط دائماً بالتكتم وعدم الإذاعة، بل كثيراً ما تنظم المرأة الشعر فتخفيه .. ) ولعل السبب الذي ذكره الأستاذ عبدالله بن ردّاس لا يزال قائماً حتى الآن بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية .. وأقصد بذلك مسألة التكتم وعدم الإذاعة. مع أن من الملاحظ أنه بدأ يخف وصرنا نسمع بين فترة وأخرى عن أمسيات شعرية تقام من قبل بعض الشاعرات في الأماكن المخصصة للنساء وتُنشر قصائدهن في وسائل النشر .. الكتاب الثاني: الجزء الثاني من مجموعة منديل الفهيد يرحمه الله، ومنديل له دور إيجابي في جمع الموروث الشعبي ومن ذلك مجموعة من أشعار النساء، فقد خصص هذا الجزء من مجموعته لقصص وأشعار نساء العرب وضمنه مجموعة من الأشعار الجيدة العفيفة لشاعرات من البادية والحاضرة .. هذان الكتابان قد سدا بعض النقص فيما يخص جمع وحفظ الشعر النسائي.. ومعلوم أن الشعر هو الشعر سواء قاله رجل أو قالته امرأة . محمد كمال وحضور الشعر النسائي على الساحة الأدبية معروف منذ القدم وله جذور في التاريخ الأدبي وللمرأة دور تاريخي في هذا المجال نذكر الخنساء ( شاعرة الحزن والأسى والفخر والمدح ) قال عنها النابغة الذبياني كما تذكر كتب الأدب ( الخنساء أشعر الجن والإنس ) وليلى الأخيلية شاعرة الحب العفيف والرثاء، وغيرهما كثير في التراث الأدبي المحفوظ ..! فاصلة : بيت مليء بالحكمة للشاعرة مويضى البرازية يرحمها الله : اللي يتيه الليل يتنى النهارا واللي يتيه القايله من يقديه عبد الله بن ردّاس