هكذا يكون عشق الوطن.. هكذا تعلمنا في منهاجنا كيف نرد الدين لأرضنا وترابنا، نعم هكذا تعلمنا حب الوطن والبلاد التي أرضعتنا حبها منذ الصغر. هكذا جسدنا حبنا لوطننا ولمنتخب بلادنا. (وطني الحبيب وهل أحب سواه.. إني أحب سهوله ورباه..). هل شاهدتم شباب هذا الوطن وهم يتدافعون للمدرجات من الساعة الثالثة ظهراً.. تحت درجة حرارة عالية جداً.. وهم للتو قد خرجوا منهكين ومرهقين من أسبوع ضغط كامل من الاختبارات. تدافعوا بكثافة كبيرة جداً نحو المدرجات. كان طموحهم واحد.. وهدفهم واحد.. وغايتهم واحدة.. الوطن فوق أي شيء.. بالأمس.. كان الاختبار في المدرجات أصعب واثقل من اختبارات اللجان والمدارس.. كان اختباراً تحت درجة حرارة عالية وظروف صعبة للغاية.. لكننا نجحنا في الاختبار الصعب.. بعد أن أثبتنا حبنا وولاءنا للوطن الغالي.. نجومنا البواسل الصقور الخضر.. حلقوا فوق سماء درة الملاعب.. واقتنصوا بطاقة التأهل وطاروا بها إلى (برلين) عاصمة ألمانيا. لم تنته الحفلة.. بعد أن نجحنا وتفوقنا في مهمتنا.. بل سارت قوافل الفرح في شوارع العاصمة الرياض.. وانطلقت أبواق النصر ومزامير الاحتفالات ورايات الانتصار تزفرف عالياً كعادتها دائماً. كنا نحتفل جميعاً في الملعب.. وأجمل ما في المدرجات هديرها.. وأمواجها الساحقة الخضراء.. والشعارات الجميلة التي تحمل الولاء لقادة هذا الوطن. عفواً يا سادة.. ربما لم استطع نقل الصورة كاملة. ربما لم أتمكن من صياغة عبارات الفرح التي انحبست في لساني.. فالصورة الواقعية كانت أكثر جمالاً. ربما خانتني التعابير وأنا أحاول أن أصف لكم مشاعري وسعادتي بهذا الحضور المشرف للوطن ولجماهير الوطن. انتصارٌ.. كنا بأشد الحاجة له. شكراً للأمير سلطان بن فهد.. وشكراً لنائبه الأمير نواف بن فيصل.. شكراً لمدربنا العالمي الذي (قبّل) الأرض بعد نهاية المباراة. شكراً لكل الإداريين والمسؤولين.. ولكل رجل عمل في الخفاء. شكراً لرجال الكتيبة الخضراء فرداً فرداً.. ولقائدها التاريخي «سامي». شكراً لمدير ملعب استاد الملك فهد الأستاذ سلمان النمشان الذي حضر ظهراً وجال في الميدان شكراً ل 80,000 متفرج ظلوا يهتفون للاخضر منذ الساعة الثالثة عصراً وحتى الساعة الواحدة فجراً.