أبدأ سوانح اليوم بمعايدتكم بعيد الفطر السعيد (ولو أنها متأخرة).. وعذري للحديث عن التمر حتى بعد انتهاء رمضان.. هو أن الكثير منا يصومون ستة أيام من شهر شوال الذي نعيشه هذه الأيام.. فمن صام رمضان وأتبعه ستاَ من شوال.. فكأنما صام الدهر.. كما ورد في الأثر.. وأبدأ حديثي عن التمر بالقول انني من محبي نوع الصقعي قديماً وحديثاّ.. وقد يكون سر لذة تمر الصقعي وشهرته ما يحويه معظمه من (سراوه) أيام زمان.. فتضفي على طعم الصقعي اللذيذ طعماً مختلفاً ونكهة مميزة.. ولا يزال يُعجبني تمر الصقعي النظيف والمُعد جيداَ هذه الأيام.. ولكنني افتقدت تلك النكهة المميزة لصقعي أيام زمان.. بالرغم من استبدال (الفصمة) بنوع فاخر من المكسرات.. ماعلينا.. فأنتقل للكلام الجاد (حيث نهاية سوانح الماضية) عن فوائد التمر للصائم وللمرأة.. وليعذرني زميل عيادة الرياض (حيث سأفتي والأستاذ الدكتور عدار في الصفحة الطبية) في التمر وفائدته للمرأة أثناء الحمل والمخاض والإرضاع.. فالتمر يحتوي على مادة تشبه هرمون الأوكسيتوسين.. الوثيق الصلة بالمرأة الحامل والمرضع والنفساء.. وزيادة قدرتها على تخزين هرمون الأوكسيتوسين. كما أنها تزيد من المستقبلات التي تستقبل هرمون الأوكسيتوسين والموجودة في عضلة الرحم وفي الخلايا العضلية الظهارية المحيطة بقنوات الحليب في الثدي.. وما إن يبدأ المخاض حتى يفرز الأوكسيتوسين من مخازنه في الغدة النخامية بكميات عالية.. ويتحد مع مستقبلاته الموجودة في الرحم وفي الخلايا العضلية الظهارية المحيطة بقنوات الحليب في الثدي.. تماماً كما يتحد المفتاح بقفله ويتطابق معه.. ولا يتوقف تأثير هرمون الأوكسيتوسين على ذلك.. فالرحم الذي تمدد خلال تسعة شهور من الحمل ليستوعب ما مجموعه اثني عشر كيلو جراما من وزن الجنين والمشيمة والسوائل الملحقة بهما.. يجب أن يعود إلى حجمه الطبيعي.. والذي يعادل حجم حبة الكمثرى.. ولا يكون ذلك إلا بانقباض ألياف الرحم التدريجي المتتالي تحت تأثير هرمون الأوكسيتوسين.. الموجودة في التمر.. وبهذا نعرف لماذا جعل الله تعالى غذاء السيدة مريم العذراء.. الرطب فقط من الغذاء.. إذ قال تعالى: (فأَجاءها المخاض إلى جذع النخَلَةِ قالت ياليتني متً قبل هذا وكنتُ نَسْياَ منسيًا * فَناداها من تَحْتهَا أَلاً تَخْافي قد جعل ربك تحتك سَريَا * وهزي إليك بجذع النَخْلَة تُساقط عَليْكِ رطباَ جنيا * فكلي واشرَبي وقري عَيْنًا..) سورة مريم (232). *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.