مع تتالي الانتصارات على الأرض لصالح الثوار والجيش الحر وترنح وتشتت جيش النظام بعد الصدمة الكبيرة التي أحدثها تفجير مبنى الأمن ومقتل كبار القادة الأمنيين للنظام السوري والتي على اثرها سقط العديد من المعابر الحدودية والأحياء الهامة بالمدن الرئيسية مثل دمشق وحلب وسيطرة الجيش الحر على مساحات كبيرة ومتباعدة من التراب السوري الطاهر، انهالت ردود الفعل العالمية بين مستبشر ومتخوف ومصدوم ومالفت نظري هنا هو الموقف الإسرائيلي والذي انبرى اعلامه بالتهويل من وجود مواد كيمياوية بكميات هائلة وصواريخ ذات قدرات تدميرية عالية يصل مداها لمسافات بعيدة ولقد تابعت كلام المحللين في أغلب القنوات الإخبارية ووجدتها تنحصر في تفصيل أنواع ما يمكتله النظام من أسلحة كيمياوية وبيولوجية والتركيز على اعتراف النظام السوري بها دون الالتفات إلى نقطة جوهرية ومفصلية هامة وهي التناسق بين التصريحات الرسمية السورية والتصريحات الإسرائيلية فالأولى سارعت بالاعتراف بوجود الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والثانية سارعت بتهويل خطرها وقدراتها التدميرية ولكنها في نفس الوقت أكدت على أنها تحت سيطرة الجيش السوري النظامي بشكل كامل! وأعتقد انه قد فات على كثير من الملحلين على مختلف مشاربهم وقدراتهم الأمنية والسياسية وجود رابط مشترك بين النظامين وكذلك عقلية فكرية إسرائيلية ذات أبعاد متعددة فأجزم بأن اسرائيل بالتنسيق مع النظام السوري سواء التنسيق الواقعي أو التنسيق الفكري أرادت ضرب تلك الانتصارات التي حصلت للشعب السوري الحر من خلال ايدولوجية لا تخطر على بال أي إنسان في المنظور القريب ولا يستطيع استيعابها والتفكير بها إلا بعد أن تجني اسرائيل ثمارها وأستطيع تلخيص تلك السياسية التي تم اتباعها لذلك الهدف في بعض النقاط التالية: 1- الحد من انضمام أفراد الشعب السوري للثورة وذلك بنشر الخوف بينهم ووضعهم بين خيارين لا ثالث لهما إما الهرب خارج البلاد أو البقاء على حياد ودون انضمام للجيش الحر خوفاً وخشية من تلك الأسلحة الفتاكة والوقوف مكتوفي الأيدي وبذلك يضمن النظام ومن خلفه إسرائيل بعدم توفر الغلبة الشعبية للثوار والجيش الحر. 2- تحذير الدول الصديقة والمتعاطفة مع الشعب السوري بأنه في حال سقوط النظام السوري فإنه سيقوم بعمليات انتحار قد تصيب المنطقة بالدمار الشامل فيخف تأييد تلك الدول للجيش السوري الحر وبذلك يفقد الثوار الكثير من الدعم. 3- إطلاق الرصاص على القدمين من خلال قيام الحكومة الاسرائيلية بنشر الذعر بين شعبها اليهودي والذين سيستنجدون بأقربائهم من اللوبي الأمريكي وحلفائه الغربيين للضغط على حكوماتهم بعدم التدخل في الشأن السوري وبذلك تضمن إسرائيل عدم تدخل الغرب بالنزاع بشكل تام والذي لم يتدخل حتى الآن ولكن ربما يدفعه جزء من الإنسانية للتدخل على استيحاء. لذلك رغبت لفت نظر الإعلام العربي لذلك وعدم الانسياق للفخ الإسرائيلي السوري المشترك وتصحيح الفكرة لدى أشقائنا من الشعب السوري الحر فلو ان إسرائيل تعلم بأن النظام السوري يمتلك تلك القدرات التدميرية الهائلة فلن تسكت أبداً وستحاول تفكيكها ونقلها إلى تل أبيب فاليهود لا يثقون بأحد حتى وان كان من أشد الناس ولاء لهم. وأعتقد بأن هناك كميات كيميائية بسيطة تم نقلها من روسيا وإيران كافية لتصفية الأفراد داخل الأحراش ويتم رشها واستخدامها من مسافات بسيطة وهنا أود التنويه بالمواقف الروسية والإيرانية والتي أجزم بأنها تعمل مع القوى الغربية على خط واحد ومع تبادل الأدوار حسب سيناريو محكم. وفي النهاية أسأل الله أن يحفظ أمننا وأمن المسلمين وأن يكفينا شرورهم وأن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وكل عام وأنتم بخير.