في ظل هذا الغثاء الفني الفضائي من البرامج والمسلسلات والأفلام الرمضانية التي بلي بها المشاهد العربي والخليجي في شهر رمضان على مدى سنوات طويلة.. وفي ظل هذا الحشو والتهريج والصراخ والبكاء وأسلوب التنافس في إضحاك المشاهدين.. وفي ظل التجارية البحتة والبدائية التي طغت على معظم البرامج الرمضانية التي اجبر عليها المشاهد العربي والخليجي رغما عنه على مدى سنوات طويلة.. في ظل هذا الوضع جاء مسلسل (عمر) لينقذ فكر المشاهدين ويحرر الفضاء الفني الفضائي العربي من هذا الغثاء وينجح باقتدار في رد الاعتبار للعمل التلفزيوني الشريف والمخلص وصاحب الرسالة الهادفة لذهن وفكر المشاهدين كافة.. هذا العام اطل على المشاهدين مسلسل (عمر) وهو مسلسل لم يحْكِ فقط عن سيرة الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بل كان عملا قدم للمشاهدين كافة صورة وسيرة صادقة ومعبرة عن سنوات من التاريخ الإسلامي الجميل والمشرف والصادق في كل شي؟ مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب الذي عرض هذا العام قدم للإنسان المعاصر وخاصة للناشئة وجيل الشباب من أبناء المسلمين.. مشاهد حملت الكثير من العبر والحقائق الدينية والتاريخية المثالية في كل العلوم وفي كل مجالات الحياة في الحرب، في الشجاعة، في التخطيط، في الإدارة، في التجارة وفي فرض النظام والعدل بأبلغ صوره.. وفي صفات الصدق والصبر والعمل والتقشف والبساطة والإخلاص وفي غيرها من الصفات الإسلامية بمثاليتها الكاملة التي كان لها دور فيما حققه الإسلام من مجد في تلك العصور.. وهي مشاهد وسيرة لم يستطع كل أساتذة التعليم وكل كتب المناهج التعليمية التاريخية والدينية نقلها إلى أذهان الطلاب في هذا الزمن عبر كل سنوات الدراسة!! فقدم هذا العمل لهؤلاء الناشئة تلك الصفحات الخالدة من ذلك التاريخ في ظرف زمن يسير وبأقرب دقة وبسرعة وباستيعاب غير مسبوق! إن مسلسل أمير المؤمنين الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله واضح انه اكبر من مجرد عمل فني او تلفزيوني او عمل تجاري.. فقد اثبت انه مسلسل حمل وقدم رسالة مختلفة وقدم مسؤولية وواجبا إسلاميا لكل المشاهدين بكافة أعمارهم وأطيافهم ومذاهبهم ودياناتهم في هذا الزمن المختلف.. الزمن الصعب على الأمة الإسلامية!! إن المتابع بدقة شديدة وبتمعن تام لكل مجريات هذا المسلسل التاريخي الديني الإسلامي بشرط التخلص التام والصادق من كل تحفظات سلبية وخاطئة عن هذا المسلسل ومناسبة عرضه من عدمها وبدون أي تحفظ كل بعض الشخصيات الإسلامية التي ظهرت في هذا المسلسل فإن المتابع سيدرك قدرة الشاشة الفضائية بنجاح كبير على حمل رسالة ومسؤولية ومهمة هي اليوم ابلغ واكبر وأسرع من كل الوسائل التعليمة التقليدية التي تقدم للطلاب في كل مراحل التعليم!! تلك الوسائل التي لم تعد قادرة على مسايرة فكر وذهن الجيل الجديد في هذا العصر عصر التقنية وزمن تمرد الناشئة على الكثير من طرق التدريس والتربية وزمن اختلاف معلم اليوم عن معلم الأمس خاصة في المواد التاريخية! مسلسل عمر من حيث كافة الجوانب الفنية خاصة المضمون والإخراج نجح باقتدار كبير في تلبية عطش المشاهد العربي والإسلامي الذي عانى منه سنوات عدة.. مسلسل نحتاج الى أمثاله وما في مستواه مضمونا وإخراجا لينقذ أبناءنا من أفلام وبرامج ومسلسلات التهريج والصراخ والسطحية.. ومن فكر وتوجهات بعض مواقع التقنية التي اختطفت اوقات هؤلاء الشباب وصرفتهم عن البحث والاطلاع على حقائق تاريخية خالدة ومشرفة لامتهم الإسلامية والعربية لم تستطع كل مناهج التعليم تقديمها لهم بالصورة التي حملها لهم مسلسل عمر.. شكرا لكل من ابرز هذا العمل الفني التاريخي والإسلامي الرائع والمثالي.. شكرا لكل من دعم هذا المسلسل وقدمه لنا.. شكرا للمنتجين.. شكرا للمخرجين.. شكرا لكافة الممثلين الذي أجادوا واخلصوا ونجحوا باقتدار في تجسيد أدوارهم بكل مهنية فنية إسلامية.. شكرا لكل العاملين والمشاركين كل حسب دوره ومهمته.. شكرا لكل القنوات الفضائية التي أنتجت وعرضت هذا المسلسل.. مسلسل عمر نتطلع إلى إعادة عرضه في كل القنوات الفضائية بتكرار.. ونتطلع أكثر إلى عرضه في كل قاعات التعليم الأولي والعالي.. ونتأمل من أساتذة التعليم ان يحثوا ويشجعوا الطلاب والطالبات على مشاهدة هذا العمل لمن لم يشاهده فهو ابلغ وسيلة تعليم لهم.. وهذا العمل اثبت ان الشاشة في هذا الزمن وسيلة مساعدة وناجحة جدا في نقل المعلومة الدراسية والتعليمية والثقافية والاجتماعية لجيل الطلاب في المدرسة وفي الجامعة وفي المعاهد بل ولكافة أبناء المجتمع في أي موقع.. مسلسل عمر.. مسلسل نتأمل سرعة ترجمته بكل لغات العالم والاجتهاد في عرضه عالميا.. هذا العمل الذي حضي بمتابعة جادة وغير متوقعة من جيل الشباب فقد اثبت لنا الحاجة الى مشاهدة المثيل له من المسلسلات والأفلام التاريخية والإسلامية التي تحكي لأجيال اليوم عن ذلك المجد الإسلامي الذي تفاخر به امتنا الإسلامية والعربية أمام كل الأمم.. ذلك المجد الذي نتطلع إلى عودته في يوم ما.. إن شاء الله..