ما عاد يجدي أن تظل في نفس المكان تنتظر ال (لا أحد).. وترقب النجوم الآفلة خلف قطعان السحاب.. حينما تتصحّر الحناجر بالعطش تتلاشى الأصوات.. تتناثر الحروف الضالة.. تتعثر وتكبو الكلمات، مثل خيول هزيلة، ما عاد يراهن عليها أحد! توقف يا صاحبي، ولا تبث شكواك للحيطان.. قد يكون للحيطان آذان، لكن من المؤكد أنها بلا قلب! .... وعاد (العيد) منزوع الفرح.. عاد بابتسامة باهتة، وعيون مطفأة البريق! رأيت كيف تقذف المدافع المآذن.. وكيف يصبغ الدَمُ الشوارع.. وتحرق الحقول والضياع والمزارع.. وكيف تسقط البيوت فوق ساكنيها.. (ما في حدا لا تندهي ما في حدا)، فمن يعوّل اليوم على ضمير (غائب) أو (مستتر).. تقديره أنا أو أنت أو هوَ؟! .... أعرف أن هذا الذي كتبته هنا لا علاقة له (بالسكَّر ولا بالمويه)، حتى وإن جاء مع قرب حلول العيد.. فمن غير المعقول أن أجتر فرحة أعياد مضت، وإخوة لنا في الدم والدين واللسان والوجدان يعيشون ظروفا عصيبة.. فعسى الله أن يعجّل لهم بالنصر لنعيش معهم أفراح عيدهم الكبير!