في زمن يشتد الحزام على أمم ليقسم قامتها ويشل أطرافها، ورحى الكراهية تتزايد في احتناك أجيالها. وحكومات اكتنزت خواصر مدنها بكل فتاك من الأسلحة تراكم بعضه فوق بعض ليوم لا يعرف خليل خليله وانشغلت هذه الحكومات بتوزيع الابتسامات للخارج وطلب وده وتقطيب الجبين لمن في الداخل وتعرت وجوهها عن زيف ما كانت طوال سني حكمها تمارسه بسادية على براءة شعوبها التي لا تملك أن تنبس شفاهها بكلمة غير التي جبلت على ترديدها إبان طفولتها وانشغلت هذه الحكومات بالإمعان في خلق أساليب متنوعة ومتعددة للقضاء على إنسانية الإنسان وإبادة عنصر تواجده في منظومة بناء الحياة وتدمير مكونات بقائه. ولم تكلف كثير من الحكومات نفسها عناء البحث عن إيجاد حل أو طلب العون والمساعدة ممن هو حريص كل الحرص على حفظ ماء وجه الإنسان وعدم المساس بكرامته أو عرضه وشرفه ولا يضار في لقمة عيشه وهذه ليست مطالب مستحيلة على من يندى جبينه لمثل هذه المواقف. في ارض الحرمين الشريفين (رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه) ولدوا على أرض ولد منها الهدى وتجلى نور العدل في سماها وصعيدها والجود وجد مرابعه وعروش مجده في اكف حكامها. والعدل ليس له ضد في ديارنا وهو منهج ارتضوه لأنفسهم وأحبوه لشعبهم وأنكروا ضده وممارسته على كل كائن بشري ولا يهنىء لهم بال ولا تنام أعينهم حتى يزول الضيم والظلم عمن يطلب عونهم أو يستجير بهم ويناصبون العداء كل من لم يعد إلى طريق الصواب. ليت شعري ومحاجر العيون تحتضن أبا متعب عن كل مكروه ليدوم (رجل المبادرات الشجاعة) يبدأ بوادره بالعطاء السخي مثل سحابة أتت على ارض أصابها وابل فأنبتت وتتجلى حكمة ملك، ويجند كل إمكانات دولته، وفتح أبواب الطرق المؤدية إلى بر السلام للأمة الإسلامية وغيرها فإذا صلح الجار صلح الجوار. إن اختيار مكةالمكرمة ورمضان والعشر الأخيرة منه وليلة سبع وعشرين لها مدلولات عظيمة جداً قد لا أحيط بكل مدلولاتها ولكن من مدلولاتها العقائدية أن المواقف الصادقة لابد أن توضع على المحك في مكان وزمان وعد الله عباده الصادقين بأن تتنزل الملائكة والروح فيها من كل امر سلام هي . وهو تحدٍ واضح والتزام أمام الله وأمام الشعوب بالصدق في تحمل المسؤولية وان الأمانة التي أقسمت الحكومات والقيادات على تحملها يجب أداؤها كما يجب وهو قسم لو تعلمون عظيم.انه يوم مشهود في تاريخ امة (يوم ينفع الله الصادقين بصدقهم ). قم أيها الشعب العزيز قبل جبين أبا متعب الذي أعز شعبه وكرمه وجعل منازله العالمية هي الرائدة.