أود أن أعلن عبر هذا المقال اعتذاري لكل القائمين على الرياضة السعودية عن كل الأحلام والطموحات التي انتابتني وجعلتني أتخيل أن من الممكن أن يحقق وطني الحبيب بعض الانجازات الأولمبية !!.. كما اعتذر لهم عن كل مقالاتي الجريحة التي كتبتها بعد كل أولمبياد والتي كنت أملأها بأحلام عريضة ليس لها حدود وخطط وأفكار وحماس لقادم أكثر جمالاً وأكثر فرحاً !!.. أعترف أنني كغيري كنت أطالب بأشياء تخالف الواقع وتتنافى مع المنطق وقد أزعجت المسئولين عن الرياضة بأحلامي وحماسي ومقالاتي ويؤسفني جدا أنني لم أكتشف هذه الحقيقة إلا بعد كل هذه السنين ..!! كما اعترف بأنه وبسببنا نحن الحالمين جعلنا المسئولين يبحثون عن مخرج لنا فأطلقوا الصقر الأولمبي لإرضائنا والنتيجة أن الصقر صار وجبة شهية كاملة الدسم ..!! الضرب في الميت حرام وفاقد الشيء لايعطية وتكرار الكلام أصبح مثل «النفخ في القربة المشقوقة» وكان من ضعف الرؤية أن أطالب أنا أوغيري من القائمين على الرياضة بأحلام هي أكبر منهم .. لهذا أقول .. ناموا بعمق واستنشقوا هواء أوروبا وافعلوا ماتريدون .. فقد ظلمناكم كثيرا ولم نكن نقدر إمكانياتكم ..!! أحللكم من اليوم .. وسأصمت عن الكلام وعن الأحلام أيضاً .. وسأناشد كل الوطنيين الرائعين للوقوف معكم من هذه اللحظة حتى لايواصلوا الأحلام ثم يداهمهم الإحباط فيزعجوكم بأفكارهم وخططهم ونقدهم الوطني الصادق .. أنا وغيري تعلمنا بعد أولمبياد لندن حقيقة كانت غائبة .. تعلمنا أن المشكلة فينا وليست في المسئولين .. فعلى قدر الأمل يكون الوجع لهذا سنعيش في سعادة بالغة ماأحيانا الله منذ هذه اللحظة .. كما إننا تعلمنا أن لانأمل ولا نحلم وسنتفرغ في كل اولمبياد ماابقانا الله للاستمتاع بالمنافسات وبمتابعة نجوم جاميكا والصين وإثيوبيا مثلما تفرغنا سابقاً لمتابعة الدوري الأسباني والانجليزي وبتنا نشجع المنتخبات التي تمنحنا السعادة ..!! وفي هذا الأولمبياد اكتشفت ولله الحمد أنني لم أعد أشعر بغصة حينما يعزف السلام الوطني للدول الأخرى.. هذا المشهد الذي كان يثير فيني مشاعر مؤلمة لم يعد يفعل بي هذا الشعور في الأولمبياد اللندني ..!! ثم ماهي الفائدة التي سنجنيها لو حصلنا على الميداليات وحققنا الانتصارات الأولمبية غير ضياع للمال وللجهد ونحن لدينا ماهو أهم لنفعله في حياتنا .. وإني بت أشفق على الأثيوبيين والكينيين وشعوب ترينيداد ولاتفيا وطاجيكستان وأفغانستان ومولودوفا وغيرهم من أشباه هذه الدول على المال الذي صرف لأجل تحقيق الميداليات في الوقت الذي يحتاجون فيه هم إلى المال لأمور الحياة ..!! ويكفينا كسعوديين من الرياضة أننا نمتلك أقوى دوري عربي واحتفلنا قبل أشهر بتدشين البوابات الإلكترونية في ملاعبنا وأطلقنا العنان لمكبرات الصوت لتمارس الجماهير الغناء في الهواء الطلق .. كما يكفينا أننا نمتلك أفضل ناقل تلفزيوني لمبارياتنا ولدينا أفضل أرضيات ملاعب في آسيا وجميعنا نتفق على حب المنتخب والأهم أننا سنحتفل بتدشين أعظم ملعب في جدة وذلك خلال العشرين سنة المقبلة .. أما الأولمبياد فيكفينا فخراً وعزة مشاركة فتياتنا في هذا المحفل الكبير وكل اولمبياد وأنتم بخير .. فرسان قبلة على جبين كل فارس في منتخب الفروسية البطل لأنهم ومنذ انطلاقة اتحاد الفروسية وهم يتحملون أعباء أحلامنا الثقال عربيا وآسيويا وعالميا ولهم كل الشكر على هذا النضوج العظيم .. ضوء أخير لمحمود درويش هذه الأرض جلد عظمي وقلبي.. فوق أعشابها يطير كنخلة علقوني على جدائل نخلة واشنقوني فلن أخون النخلة!!