مشهد الصور يشعرك أنك في حالة سباق، وزحام، واستعداد، وربما أكثر من ذلك انتظار للفرح.. صور يمكن أن تستنسخ منها ما تشاء وترى فيها غالبية المجتمع في أي مكان، وتحديداً حين تتشابه بينهم المواعيد والاتجاهات ومواقع الحضور، وكأنهم على صعيدٍ واحد دون أن يسبق أحدهما الآخر. قبل العيد ترصد المشهد من عدسة "عادت حليمة"، و"أبو طبع ما يغيّر طبعه"، وترقب زحمة الأسواق التي تجاوزت أرقام الذروة، وطوابير الإشارات -التي كتمت أنفاس السائقين لولا أجهزة الإنعاش "الآيفون" و"البلاك بيري"-، ومواقف السيارات التى لا ترى فيها شاغراً إلاّ على بعد كيلوات من المكان، وقس على ذلك ما تشاء من مظاهر الفوضى، حيث لا تجد سوى واقع يصفق لنا كثيراً "اخلصوا ما بقى شيء على العيد"، ويحرّض في داخلنا ما هو أسوأ "ليلة العيد أرخص"، خذ مثلاً: زحمة المشاغل النسائية، ومحلات الحلويات، والألعاب، وصوالين الحلاقة، ومغاسل الملابس، والسيارات، ومطابخ "ذبيحة العيد"، وتأجير الزل والكراسي، وورش السيارات، وغيرها.. وخذ مع كل ذلك واقعاً لن يتغيّر ولن نتعلّم منه حين يصل الاستغلال مداه، وتتصاعد الأرقام دون مبرر سوى أنه عيد. قبل العيد لا تتوقع أنك الوحيد الذي لم ينته من أعماله، وقضاء احتياجاته، فغيرك كثير، وربما أكثر حين تحولت بعض شوارعنا في العيد إلى كرنفال فرح استعداداً للاحتفاء الشعبي الكبير، حيث نجد هذه الأيام متعهدي الاحتفالات يعيشون سباقاً مع الزمن لإعداد مواقعهم، وتجهيز لوحاتهم، وتركيب إضاءاتهم، وتبقى الصورة معبّرة حين تكتمل في ذلك الصباح الجميل، والمساء الأجمل.. حين يكون صوت الفرح يعلو على طبوله، وصداه يتجاوز بيرقه، وسحنة وجهه أحلى من لمعان سيوفه. قبل العيد نرقب لحظات صباح هي الأجمل والأغلى، ونمنح أنفسنا بعد كل هذا الجهد وزحام الأسواق والطرقات ابتسامة حب لمن نحب، وكأننا مع بياض اللباس والقلب معاً منحنا أنفسنا فرصة أن نلتقي ليس مع ذواتنا وإنما مع أرواحنا، وهي ترقص فرحاً، وتشع نوراً، وتتهادى أريجاً يملأ المكان عطراً، وزفيراً، ونتصافح، ونتعانق، ويأخذ منّا العفو والتسامح ما يريد، ولمن يريد.. فعلاً هذا هو صباح العيد حين تتنازل له عن كل قناعاتك ومواقفك الشخصية، وتنحاز معه إلى عاطفتك لتنتصر على عقلك، ويترك في داخلك شريان يرتوي حباً لأمك، ووفاءً لأبيك، وتضحية لهما.. جميل هذا الصباح (اللهم بلغناه). جانب من تجهيز خيمة احتفالات العيد عامل يسابق الزمن لتجهيز موقع الاحتفال زحمة اللحظات الأخيرة في السوق سيدات يبحثن عما تبقى من كماليات استعدادات مبكرة في صالات الألعاب زحمة الرياض لا تطاق استنفار كبير لسيارات الأجرة النساء يتنقلن بين الأسواق بحثاً عن الجديد تركيب الزينة وإضاءة الشوارع فرحاً بقدوم العيد الشباب يستكملون احتياجاتهم الخاصة تركيب لوحات التهنئة بالعيد بمنطقة قصر الحكم تغيير زيت السيارة استعداداً للسفر تواصل استعدادات المنظمين لتجهيز مسرح العيد