قد تنتابك الدهشة حينما ترى قباطنة الأخطاء تجاهر بأخطائها على الطرق، وتلحظ مشاهدهم يوميا بل وتتكرر وتزداد ولا يلتفت إليها احد، وأحيانا قد نجد لها سوقا لا تنضب، ومثالها سيارات نقل المياة الصحية، وتستوقفني كثيرا كلمة "الصحية" وأتساءل هل بالفعل تستحق هذه الصفة، وهل نعني معناها واشتراطاتها! وهل لدينا أنظمة صارمة لضبط جودتها. في الشارع وأثناء توقفي امام إحدى محلات التموين أشاهدها تزاحم سافرة من دون استحياء أو تستر، أعني تلك السيارات التي تنقل عبوات المياة التي تعاد تعبئتها! هذه العبوات الزرقاء والمتموضعه داخل صندوق من الحديد المكشوف أمام اشعة الشمس القاسية التي تصهر الحديد، فكيف بعبوات بلاستيكة قد تذوب جزئياتها في مائها الصحي! كلهم يطالعها تتنقل في الشوارع والشمس تحتضنها احتضان الطفل، وتداعبها بأذيال أشعتها الحارقة، وهي تجابه وتصبر وتعاد تعبئة الماء فيها، فرفقاً بتلك العبوات من الشمس، ولتهنأ فضلا لا أمراً بسيارات مخصصة تنقلها إلى زبائنها بعزة وكرامة ونقاء وبرودة و"صحه"! وتكون ممتثلة للتعليمات التي كتبت عليها بإن تبعد عن ضوء الشمس والحرارة!! وتكون ضمن درجة حرارة معينة!