سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلافات داخل الكتلة المسيحية النيابية ترجئ اتخاذ موقف من رئاسة مجلس النواب اللبناني إلى اليوم بري يضمن عودته إلى رئاسة المجلس النيابي الجديد بأكثرية مائة صوت
لم تتخذ الكتلة النيابية المسيحية المعارضة المؤلفة من كتلة نواب «القوات اللبنانية» وكتلة نواب لقاء قرنة شهوان، موقفاً من موضوع إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً لولاية رابعة للمجلس النيابي الجديد. وتركت هذا الموضوع لمشاورات استكمالية عاجلة سيجريها أعضاء الكتلة قبل موعد جلسة الانتخاب، أي العاشرة والنصف صباح اليوم، بالرغم من أن الكتلة اجتمعت مطولاً أمس لمدة ساعتين في منزل النائب السيدة ستريدا جعجع في أدونيس، وخرجت ببيان لم يخرج عن عناوين الإصلاح والمصالحة والوحدة الوطنية، والتمسك التحالف الواسع للمعارضة والتفاعل الإيجابي مع الحلفاء والتأكيد على أولوية الإفراج عن قائد القوات اللبنانية السجين سمير جعجع، وكذلك التمسك بالمبادئ الوطنية التي حددتها بيانات مجلس المطارنة الموارنة، واقرار قانون انتخابي عادل ومتوازن يؤمن صحة التمثيل. وقرر المجتمعون عقد خلوة لإعادة تفعيل لقاء قرنة شهوان في ضوء التطورات الأخيرة والمستجدات التي نجمت عن الانتخابات الأخيرة. وفي تقدير مصادر مطلعة أن عدم اتخاذ موقف من موضوع انتخاب الرئيس بري، بالرغم من أنه المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة الثانية، بعد إعلان الرئيس حسين الحسيني عزوفه عن الترشيح، يعني أن هناك وجهات نظر مختلفة طرأت خلال الاجتماع، بين اتجاه يقول بالتصويت بورقة بيضاء، وبين اتجاه يقول بالتصويت لمصلحة الرئيس بري. علماً أن الاتجاه كان يميل قبل الاجتماع إلى الخيار الأول. ورفض النائب انطوان زهرة الكشف عن مضمون أسباب عدم اتخاذ موقف، باستثناء إشارته إلى أن المجتمعين يقومون بمشاورات واتصالات للاتفاق على موقف نهائي سيعلن في حينه. وشدد على أن التشاور يتم مع الحلفاء الذين خضنا معهم الانتخابات النيابية على أساس سياسي مستقبلي، في إشارة إلى أن هذه المشاورات لا علاقة لها بالموقف الذي يفترض أن تعلنه لاحقاً كتلة العماد ميشال عون النيابية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس بري حصل حتى الآن على أكثرية تقارب المائة صوت من أصل مجموع عدد المجلس النيابي المؤلف من 128 نائباً، موزعة على تأييد كتلة نواب «المستقبل» بزعامة النائب سعد الحريري (37 نائباً) وكتلة اللقاء الديموقراطي بزعامة النائب وليد جنبلاط (16 نائباً) و«حزب الله» (14 نائباً)، إضافة إلى كتلة التحرير والتنمية التي يترأسها الرئيس بري (15 نائباً) والحزب القومي (نائبان) والبعث (نائب واحد) والتنظيم الشعبي الناصري (نائب واحد) والكتائب (نائب واحد) ونواب من حلفاء عون والجبل وزحلة (ميشال المر واغوب بقرادمينال وايلي سكاف ونواب الكتلة الشعبية). أما الذين سوف يعارضون ويصوتون بورقة بيضاء منهم نواب التيار العوني (14 نائباً) و«القوات اللبنانية» (6 نواب) وقرنة شهوان (5 نواب) إضافة إلى الرئيس حسين الحسين والنائبان مصباح الأحدب والنائب الياس عطاالله. فيما لم يعرف موقف التكتل الطرابلس (3 نواب). وكانت كتلة المستقبل قد أعلنت بعد اجتماعها الأول أمس الأول برئاسة سعد الحريري وحضور النائبين نقولا فتوش وروبير غانم من دعم انتخاب بري رئيساً للمجلس وترشيح النائب فريد مكاري لمنصب نائب الرئيس. ودعت الكتلة إلى اقرار فوري لقانون العفو عن سمير جعجع وموقفي أحداث الضنية ومجدل عنجر ومباشرة العمل لإقرار قانون انتخابي جديد. وكان الرئيس الحسيني أعلن ضمناً انسحابه من معركة رأس المجلس، داعياً الى رفض الأمر الواقع بالورقة البيضاء. فيما التقى الرئيس بري السيدة جعجع التي أبلغته أن القوات سوف تعلن موقفها النهائي (اليوم) أمس وهو ما لم يحصل. لكن النائب علي حسن خليل الذي تولى اجراء اتصالات مع عدد من النواب عاد بانطباع أن نواب القوات سوف يصوتون بورقة بيضاء، كما هي حال نواب قرنة شهوان ونواب كتلة عون، بينما كان جنبلاط عقد اجتماعاً للكتلة النيابية، وتم الاتفاق على دعم ترشيح كل من بري ومكاري. وبحث جنبلاط لاحقاً هذا الموضوع مع وفد من «القوات اللبنانية» زائرة في المختارة مساء السبت، ولم يرشح شيء منه. وكانت التحضيرات والاستعدادات اللوجستية والتقنية قد استكملت أمس لالتئام مجلس النواب الجديد. العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، عملاً بأحكام الدستور اللبناني النظام الداخلي لانتخاب رئيس ونائب رئيس واميني السر وثلاثة مفوضين. واستبدلت أسماء النواب الخاسرين بالفائزين من اللوحة الالكترونية، وتصدر اللوحة اسم رئيس السن النائب أدمون نعيم الذي سيترأس جلسة الانتخاب اليوم، يعاونه أمينا السر الأصغر سناً وهما هادي فوزي حبيش، وبيار أمين الجميل. وتأكد فوز النائب فريد مكاري بنيابة الرئاسة بالتزكية لعدم وجود مرشح منافس، أما في باقي أعضاء هيئة مكتب المجلس والذي يتم عادة التوافق عليها بين الكتل الكبرى، فقد رجحت مصادر نيابية أن تنحصر أمانة السر بين النواب الأصغر سناً وهم: هادي حبيش، بيار أمين الجميل، ووائل أبو فاعور. على أن يتم اختيار المفوضين الثلاثة الذين سيترشحون خلال الجلسة. ويستكمل المجلس مطبخه التشريعي في انتخاب لجانه النيابية في الدورة النيابية الثانية التي ستبدأ الثلاثاء الأول الذي يلي الخامس عشر من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل سنة. وينتظر أن يلقي رئيس السن النائب نعيم في مستهل الجلسة كلمة وصفت بأنها مهمة، وتتضمن حسب مصادر رئيس السن الهام الكبرى التي تنتظر المجلس الجديد، وفي طليعتها انجاز قانون العفو عن جعجع الذي سيطرح في أول جلسة تشريعية للمجلس،وكذلك وضع قانون جديد للانتخاب يعكس التمثيل الصحيح لجميع الفئات والشرائح اللبنانية.