للمملكة العربية السعودية الشقيقة دور محوري وفعال على الساحة الخليجية والمستويين العربي والدولي وهي من الأرقام الصعبة في المعادلة الإقليمية والدولية. ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين إلى الدعوة لعقد مؤتمر قمة استثنائي للدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مكةالمكرمة أواخر الشهر الكريم تندرج في إطار الدور الأساسي الذي تنهض به المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الإسلام والمسلمين وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية ولم الشمل وتوحيد الصف والكلمة في هذه المرحلة الدقيقة. والموقف السعودي الواضح من دعم قضية الشعب السوري الشقيق خير الأمثلة على هذا التوجه. أما العلاقات السعودية بمملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعمها ومؤازرتها فتأتي نموذجا يحتذى به للمصداقية والإخاء والمساندة. وما تقدمه المملكة العربية السعودية لشقيقتها البحرين من دعم ومؤازرة يحظى بكل التقدير والثناء على مستوى القيادة والشعب كليهما، خاصة فيما يتعلق بأمن الخليج ودول مجلس التعاون واستقرارها الذي هو كل لايتجزأ ومسؤولية مشتركة للجميع. ومن هنا، فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ونائب القائد الأعلى في مملكة البحرين، إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة قبل أيام قليلة، ومباحثاته مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تكتسب أهمية خاصة، نظرا لما يربط البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية وأخوية عميقة ومابينهما من أواصر متينة على مستوى القيادتين والحكومتين والشعبين الشقيقين، وقد أبدى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة حرصه على هذه الزيارة في شهر رمضان المبارك لتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالشهر الكريم، وهي مناسبة سانحة لتبادل الرأي والمشورة لما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، ودول مجلس التعاون وشعوبها والقضايا العربية والإسلامية بعامة. إن هذه الزيارة لتعكس بوضوح مابين البلدين والقيادتين الحكيمتين والشعبين من علاقات وصلات متينة وراسخة كما أن مابين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى من إخاء وتقدير، وما بين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد ونائب القائد الأعلى، من ود واحترام متبادلين يجعل هذه العلاقات مرنة ومتميزة ويفسح المجال امام تواصل غير محدود لتبادل الرأي والخبرة والمشورة بينهم..علاوة على الروابط الأسرية الوثيقة والحميمة بين العائلتين والبلدين. وأرى أن العلاقات والروابط الأخوية ومسارها التاريخي المتصل هو مايحكم اللقاءات العميقة الأثر التي تعقد باستمرار بين قيادات البلدين ومسؤوليهما لخدمة المواطنين جميعا فيهما. لقد تشرفت بحضور فعاليات الزيارة والمقابلة بين صاحبي السمو الملكي فرأيت أن مايجمعهما من مودة وصلات أسرية هو ما يجعل الحديث يدور بين أعضاء الأسرة الواحدة وداخل البيت الواحد، كما عبر عن ذلك سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وذلك بعيدا عن الرسميات والمراسم. ومن هنا فإن دول مجلس التعاون وشعوبها تتطلع إلى مزيد من التقارب فيما بينها تحقيقا لما نصبو إليه من اتحاد خليجي يكفل لمنطقتنا الاستقرار والنماء والازدهار ويحمي ما تحقق للشعوب والدول من مكتسبات ومنجزات. إن مثل هذا التوجه سيكون حصيلة جملة من العوامل المؤثرة. وأولها هو حكمة القيادات السياسية وبعد نظرها. وثانيها هو التفاف الشعوب حول القيادات ورسوخ العلاقات الثنائية ووضوح أسسها ومنطلقاتها. كما يأتي في المقام التالي ظروف المنطقة والحفاظ على المشروعات الإصلاحية والنهضوية الكبرى فيها.. وهذا كله يزيدنا إيمانا بالمستقبل المشرق وثقة بقادتنا، وبمؤسساتنا وبقدرة الشعب الكريم على تجاوز الصعاب وتخطي المشكلات والتغلب على كل ما يعترض المسيرة الواحدة من تحديات وصولا إلى أهدافنا الكبرى النبيلة.. والله هو الموفق والمعين دائما. * سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية